غذاء العالم: مزيد من المخاطر التجارية وتفاقم أزمة الكاكاو

02 : 00

لا تزال تجارة الأغذية الدولية تتصارع مع شبكة معقدة من التحديات، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية، والتغيرات في السياسات، والظواهر المناخية المتطرفة، وفقاً لتقرير حديث صادر عن بلومبيرغ.

فمن الأزمة الأوكرانية التي أثرت على إمدادات الحبوب إلى السياسات الإستراتيجية التي تنتهجها الهند في مجال السكر وسياسات الاستيراد في الصين، تظل سوق الغذاء العالمية متقلبة ولا يمكن التنبؤ بها.

منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، كانت أوكرانيا نقطة محورية في اضطرابات تجارة الغذاء العالمية. ويواجه الاتحاد الأوروبي تحديات مزدوجة تتمثل في دعم أوكرانيا وفي الوقت نفسه إدارة مخاوف المزارعين في الداخل الأوروبي من فائض المعروض.

ويدرس الاتحاد الأوروبي الآن توسيع نطاق الواردات المعفاة من الرسوم الجمركية من أوكرانيا، لكن دون إغراق الأسواق مما قد يلحق الضرر بمزارعي الاتحاد الأوروبي.

وتشمل التدابير إعادة فرض التعريفات الجمركية على الواردات مثل الدواجن والذرة إذا تجاوزت الحدود المسموح بها.

كما أدى نزاع داخل روسيا بين هيئة تنظيم الزراعة وأحد كبار تجار الحبوب إلى تأخير شحنات القمح، مما أثر على مصر في المقام الأول. وقد أدى الصراع إلى توقف العديد من الشحنات، مما دفع مصر إلى البحث عن حلول مباشرة مع المسؤولين الروس. وتسلط هذه الواقعة الضوء على الآثار الأوسع للصراع الجيوسياسي على الأمن الغذائي على مستوى العالم، يقول تقرير بلومبيرغ.

ويتزايد تأثير الهند على سوق السكر العالمي حيث تسمح الحكومة لمصانع السكر بتحويل المزيد من الإنتاج إلى تصنيع الإيثانول، مما يقلل من حجم الصادرات. والهند ثاني أكبر منتج لهذه السلعة الرئيسية. ويتزامن هذا التحول في السياسة- الذي يهدف إلى تعزيز موارد الطاقة المحلية- مع قيود التصدير الموسعة للحفاظ على إمدادات السكر المحلية قبل الانتخابات هناك. وتعتبر مثل هذه القرارات حاسمة لأنها تؤثر بشكل مباشر على أسعار السكر العالمية وتوافره. وفي آسيا، يعكس إلغاء المستوردين الصينيين شحنات الذرة الأوكرانية محاولة مواجهة العرض الزائد المحلي ودعم المزارعين هناك.

ويأتي هذا التطور وسط توترات صينية أميركية أوسع نطاقاً، حيث يشير المسؤولون الأميركيون إلى أن تفضيل الصين للواردات الزراعية البرازيلية يمكن أن يكون إجراء انتقامياً ضد سياسات ملكية الأراضي الزراعية الأميركية، حيث يسعى المشرعون إلى تقييد مشتريات المستثمرين الصينيين من الأراضي الزراعية بالولايات المتحدة.

ومع ذلك، يبدو أن هناك جانباً مشرقاً حيث من المرجح أن ترفع الصين الحظر الذي فرضته على واردات الكركند الأسترالي، وهي خطوة يمكن أن تصلح العلاقات التجارية وتفيد المصدرين الأستراليين بشكل كبير.

ويشهد سوق الكاكاو ضغوطاً غير مسبوقة حيث تقترب الأسعار من 10 آلاف دولار للطن، بسبب النقص وزيادة الطلب. وفي غانا، وهي واحدة من أكبر الدول المنتجة للكاكاو، ثمة ضغوط لتأخير الصادرات. وقد أدت هذه الندرة إلى زيادة الدعاوى القضائية ضد موردي الكاكاو بسبب نزاعات مالية. وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن الارتفاع الكبير في الأسعار يشجع البعض على اقتحام زراعة الكاكاو في أفريقيا بجانب اعتماد التكنولوجيا في هذا القطاع بالبرازيل.

ويتوقع قطاع المشروبات العالمي، انتعاشاً مدعوماً بموسم الصيف والأحداث الكبرى المخططة خلاله مثل يورو 2024. ومع ذلك، فإن انتعاش الصناعة مقارنة بـ2023 المليء بالتحديات لا يزال غير مؤكد، وربما تواجه صعوبات طويلة الأمد وفقاً لبلومبيرغ.

MISS 3