إدارة الغذاء والدواء تصادق على أول علاج لقضمة الصقيع

02 : 00

قضمة الصقيع هي استجابة تطورية تجاه البرد الشديد أو المطوّل، وهي تجعل الأوعية الدموية تنقبض وتبطئ تدفق الدم نحو الأطراف، فيبقى الدم الذي يتدفق في الأعضاء الحيوية دافئاً ويزيد احتمال الصمود في البرد القارس. من الناحية السلبية، قد تؤدي هذه الحالة إلى تضرر أصابع اليد والقدم وأجزاء من الوجه بشكلٍ دائم، حتى أن المشكلة تتطلب أحياناً بتر الأعضاء المتضررة.



كان دواء «إيلوبروست» يُستعمل في الأصل لمعالجة ارتفاع ضغط الدم داخل الرئتين. لكن تكشف دراسة جديدة أن 60% من الذين لم يأخذوا الدواء تعرضوا لإصابات حادة لدرجة أن تستلزم بتر الأطراف. في المقابل، لم يحتج أي مريض إلى بتر أطرافه بعد تلقي الدواء.

إقتصر عدد المشاركين في التجربة على 47 شخصاً. لكن نظراً إلى غياب أي علاجات دوائية معتمدة لقضمة الصقيع والنتيجة المبهرة التي توصلت إليها هذه التجربة على البشر، اقتنعت «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية بالمصادقة على هذا العلاج لاستهداف الحالات الحادة من قضمة الصقيع.

يعطي دواء «إيلوبروست» مفعوله عبر توسيع الأوعية الدموية لدى المرضى ومنع تشكّل الجلطات الدموية. من المعروف أن قضمة الصقيع تجعل الأوعية الدموية تنقبض، ما يعني أن الدواء يسرّع شفاء الأنسجة الباردة عبر كبح ذلك الانقباض.

لكن كلما تجدّد تدفق الدم نحو تلك الأنسجة، قد تزيد الإصابة سوءاً وتتفاقم الأضرار المحتملة. تنجم هذه الإصابة في معظم الحالات عن تدفق مفاجئ للأكسجين، ما يؤدي إلى ظهور مشكلة الإجهاد التأكسدي.

لكن لا يكتفي دواء «إيلوبروست» بتوسيع الأوعية الدموية، بل إنه يخفف الإجهاد التأكسدي أيضاً، ما يعني أن هذه الآلية المزدوجة قد تفسّر قدرته المبهرة على معالجة قضمة الصقيع.

تُعتبر هذه الحالة شائعة في مناطق العالم الأكثر برودة. تذكر دراسة فنلندية مثلاً أن 1.1% من الشعب الفنلندي يصاب بحالة حادة من قضمة الصقيع سنوياً، بينما تصل نسبة الحالات الخفيفة إلى 12.9%. وبما أن هذه الإصابات تصبح خطيرة أحياناً، سيرحّب الكثيرون طبعاً بالمصادقة على دواء قد يُخفّض الحاجة إلى بتر الأصابع أو الأنف في أخطر الحالات.

MISS 3