رمال جوني

النبطية تفتح بيوتها لأبناء بيروت

6 آب 2020

02 : 00

هبّ أبناء الجنوب لنُصرة أهلهم في بيروت، وضعوا كل إمكاناتهم ومنازلهم بتصرّف أخوتهم، لم يبخلوا بشيء على من أوجعه الدمار وعصف الأنفجار، وما قدّموه اعتبروه قليلاً تجاه أبناء وطنهم. بدا لافتاً حجم التضامن والأخوّة، أكّدوا مُجدّداً أنّ لبنان الشعبي لا يُشبه على الإطلاق لبنان السياسي، ودعوا الى مُحاسبة الفاسدين، وقالوا: "مش كرمال تاجر بدا تموت بيروت وحلم بيروت".

اشخاص يستعدّون لاستقبال شهداء الإنفجار الهيروشيمي، النكبة لم تصب بيروت وحدها، بل أصابت الجميع في الصميم، جمعتهم ووحّدتهم. فوِفق تأكيد فاطمة: "نحن إخوة، وما بيفرّقنا غير الموت". فاطمة قدّمت منزلها لإيواء ثلاث عائلات تضرّرت بالإنفجار، عزمت على تقديم كل ما تملك، لنتشارك معاً لقمة الخبز ولو قليلة".

"ما عندي غير هالبيت قدّمو لأهل بلدي لنتشارك سوا النكبة"، هكذا تبادرك السيدة الأربعينية فاطمة صفا التي قدّمت منزلها لاستقبال المُتضرّرين وتعتبر أنّ "ما حصل مُبكي وخطير جداً".

وتترقّب من داخل منزلها العتيق في بلدة ميفدون الجنوبية، تطوّرات الإنفجار.




ليست وحدها من قدم منزله، فحسين حمدان قدّم الفندق الخاص به في قلعة الشقيف لاستقبال المُتضرّرين، على حدّ قوله "أقلّ الواجب، نحن نعيش في وطن نتشارك الحلوة والمرّة"، ويؤكّد أنّ هناك عشرات الشقق تنتظر أهل بيروت لتكون مسكنهم".

ليست العاصمة وحدها منكوبة، فلبنان من أقصاه الى اقصاه منكوب، غير أنّ حجم التضامن الشعبي بدّد بعضاً من الكارثة، فتح أبناء النبطية منازلهم لإيواء أهل بيروت، وضعوا كل إمكاناتهم المتواضعة في خدمة أهلهم، كما قالوا، تماماً كما وضعت مستشفيات النبطية كل إمكاناتها في تصرّف جرحى الإنفجار للتخفيف قليلاً عن مستشفيات العاصمة. وأكّد مدير مستشفى النبطية الحكومي الدكتور حسن وزني أنّ المستشفى بتصرف وزارة الصحة لاستقبال الجرحى، وأعلن أن "المستشفى إستقبل ثلاثة جرحى، فيما النجدة الشعبية استقبلت ٨ جرحى، وأكّد جهوزية المستشفى لاستقبال مُصابي "كورونا" من مستشفى الروم الذي تضرّر بالكامل.

وعاد محافظ النبطية الدكتور حسن فقيه الجرحى في مستشفى النجدة، مُعلناً وضع كل امكانات المحافظة بتصرّف المُتضرّرين لتخفيف هول الكارثة، ودعا البلديات الى وضع امكاناتها في ايواء النازحين من بيروت.

وفتحت بلدية النبطية باب التبرّعات، وتعمل على تأمين حصص غذائية ومنازل لإيواء المُتضرّرين، وشكّلت لجنة تكافل مجتمعي، وِفق ما أكّده عضو البلدية محمد جابر، مُشيراً الى انّ البلدية بدأت بإجراء مسح أعداد المتضررين، ووضعت امكاناتها في خدمة بلديات بيروت التي لحقها الضرر.