"لبنان الكبير في المئوية الأولى: بيتٌ بدون سياج"

02 : 00

صدر حديثاً عن دار سائر المشرق كتاب بعنوان: "لبنان الكبير في المئوية الأولى: بيتٌ بدون سياج" لداود الصايغ.

لم يكن لبنان وطناً حائراً. فالثوابت كانت، ولا تزال، محترمة. ولكنه أربك البعض ممن هم حوله، لأنه مختلفٌ عنهم، فأسهموا في التسبّب له بشيء من الضياع. شيءٌ افتقد إليه ذلك المولود الاستثنائي كي ينمو ويكبر ويتطوّر، وهو إحاطته بالحصن الذي يصون الأوطان، وبالسياج الذي يحميها. لم يكن للبنان سياجٌ يحميه. والسياج كان، ولا يزال، من المفروض أن ينطلق من الداخل، لأن سور البلد نفسه، وكلّ الأسوار الأخرى زائفة وزائلة. فالآخر هو كلّ القضيّة. ولعلّ لبنان وطن غير مكتمل، ولعلّه لا يكتمل ويحقّق قضيّته، لا بل رسالته، إلّا عندما يصبح الآخر محفوراً في النفوس، إذّاك تتّجه الوجوه كلّها إلى الداخل، ويصبح الميثاق والوفاق والاعتدال قيماً تسمو على تحاصص أهل السلطة.