ستيفاني غصيبه

20 سنة من الرقص المعاصر

عمر راجح: Bipod... مساحة غنية بالتنوّع والمعرفة

19 نيسان 2024

02 : 01

تحوّلت معامل «أوبروايان» في برج حمود إلى مدينة، جلنا فيها على محطات. من كلمات أشخاص رافقوا مهرجان «منصة بيروت الدولية للرقص» (BIPOD) في سنواته الـ20، إلى محطة غنائية، فأخرى راقصة. تجاوزنا الجدران، سرقنا النظر من شبابيك الممشى الطويل لئلا يفوتنا ولو ربع حركة. صحيح أنّ الفن يجمع. فليلة أمس، جمع الرقص المعاصر الكبير والصغير، الهاوي والمحترف، اللبناني والعربي والأجنبي.



إفتتح اللقاء مؤسس المهرجان عمر راجح، مؤكداً أنّ «للرقص المعاصر معنى مختلفاً في بلد الأسئلة الوجودية والصراعات التي لا تنتهي. إن للجسد الراقص معنى مختلفاً في صراعنا اليومي مع البقاء، مع البحث، مع الحب، مع الخسارة، مع الألم، مع الإلغاء، ولكن لهذا الجسد أيضاً مساحة تشبه bipod، مساحة للغنى والتنوع والمعرفة، وتأكيد الخيارات المنفتحة على الحياة وكرامة الإنسان». وتابع: «biopod تحدٍّ لتبقى الثقافة، وليبقى لبنان الجميل للفن وللمشاركة، ليعود لبنان المزدهر بحرفه وجسده، وليبقى الإنسان».

فقرات مختلفة ميزت الحدث، وكان الافتتاح مع فقرة People talk، أو «الناس تتكلم»، التي شارك فيها كل من ميا حبيس، باسكال حبيس، كامي عمون، هبة فرحات، ديامان بو عبود، مارك معركش، أمينة أنسي، يولا نجيم، جوزيان بولس، وغيرهم إما خبرتهم مع الرقص، أو مع المهرجان، كل في زاوية مختلفة من معامل أوبروايان.

بعدها بدأت العروض الراقصة، التي تستمر حتى 21 نيسان وتحوّل مساحات أخرى في قلب العاصمة إلى لوحات راقصة، منها «محطة بيروت»، «المركز الفرنسي في لبنان» ومتحف «سرسق». كذلك، يجتمع 40 فناناً لاقتراح رؤية جديدة تركز على تقديم تجربة مختلفة للرقص والمجتمع، لتعود بيروت إلى الحياة بالإيقاع والطاقة والإبداع. من العروض الآسرة للمواهب المحلية إلى العروض الرائدة لفنانين إقليميين وعالميين، تضمن نسخة هذا العام رحلة لا تنسى عبر مشهد متنوّع من الرقص المعاصر.

يعتبر هذا المهرجان الأول من نوعه في لبنان ومساحة ثقافية فريدة في قلب بيروت. تأسست «منصة بيروت الدولية للرقص» عام 2004، وطوّرت نهجاً جديداً لهذا الفن في لبنان واضعةً إيّاه على الخارطة الدولية. هذا الحدث، يجذب حوالى 7000 متفرج في غضون أسبوعين، ويقدم برنامجاً محلياً وعالمياً غنياً يضم مصممي رقصات وشركات وفنانين مشهورين. بالإضافة إلى برنامج انتقائي من ورش العمل والدروس الرئيسية والمعارض والمحادثات وحلقات النقاش وغيرها من الأنشطة.

وقد شارك في هذا الحدث عبر السنين مصممو رقصات يتمتعون بشهرة عالمية مثل آلان بلاتيل، ويليام فورسيث، ساشا فالتز، أكرم خان، يم فانديكيبوس، لا ريبوت، كارولين كارلسون، نصرة بلازا، سيدي العربي الشرقاوي، وواين ماكغريغور... ومن خلال شبكة مساحات للرقص و»ملتقى ليمون»، تمكن المهرجان من تطوير شبكات ومشاريع قوية في جميع أنحاء بلاد الشام.

كما ساهمت BIPOD على نطاق واسع في تطوير وتقديم مشهد الرقص اللبناني المعاصر، متيحةً المزيد من الرؤية والتعاون والتواصل والتبادل للفنانين على المستوى المحلي والدولي، مثبتةً أهميتها كحدث فني وثقافي كبير في بيروت.

MISS 3