سحر الخطيب

كتابات تستحق النشر

8 آب 2020

02 : 00

هل حقاً نحن بخير؟ الجسد لا جراحَ عليه.. لكنها فيه..

بدقة وتكرار أعيد زيارة إحساس الضياع كأني شهدت القيامة إلا أن الله درأها فيما كتبها علينا أرباب البلد المدارون بسيّاده. في رأسي أصوات ليست لي، لصراخٍ كثير تبعه وضوح الموت قاضياً على من قضى عاصفاً بآخر رماه لا أجنحة له، حلّق به بعيداً جداً وتركه يتوارى كما يتوارون كلما حلّت بنا مصيبة!!! ماذا قدّموا لأم، أب، اخ، اخت، زوجة، زوج، ولد، ينتظرون عودة من خرج "قليلاً"، ينتظرونه...ينتظرونه... لكنه لم يعد بعد ..لن يعود مطلقاً ..





بيروت هذه باتت "كعصف مأكول" أُكِل بشرُها وبعضُ سمائها و هوائها وما حوى، ومساكنها وما ضمّت، وتهاوت جدرانها كعاصفير لا تعرف من أرداها وكادت وهي تهبط أن تعتذر لقتلاها فيما مسؤولو القتل لا يعتذرون !!!!! لا يعتذر اي منهم!!! لا يستقيل! لا يسمّي اسماً، لا يذكر جهة، لا يتجرأ حتى على تســـمية ما حدث!!!

لا انسى شيئاً ولن اغفر! مِن كذِب المفرقعات النارية إلى يوم قرروا السكوت على مصيبة نيترات الأمونيوم الذي يُستخدم في صنع الأسلحة، هو عينه الذي توقف خلايا حزب الله في كل بقاع الأرض لتهريبه وتخزينه، فاستقروا على وضعه في منطقة مدنية.. ينبت الشك مع تمييع الحقائق، و يمسي سكوتهم تأكيداً للتحليل بل أنه لو كان النيترات لجهة غير مسلحة في منطقة تخضع كليا لنفوذ حزب الله وحليفه لقامت القيامة منذ سنوات ...

أتذكر كل ذلك أخزّنه كما خزنوا الأمنيوم واترك الحزن يحلّ مهيباً... لياتي بعده الصحو، ألا فرق بين حربهم وسلامهم.. في حربهم قتل في سلمهم إبادة!


MISS 3