ستيفاني غصيبه

كارول عبّود: "ضحى" من أقرب الأدوار الى شخصيتي

كانت محرّضاً دائماً على التغيير في مسلسل "ع أمل"، وهو آخر ابداعاتها. كسرت قلوبنا في قصّة حبّها مع "رباح" (طلال الجردي) وأضحكتنا في ثنائيتها مع "صفاء" (إلسا زغيب). بنظرها، "ضحى" هي أقرب لها بين كل الادوار التي أدّتها. كارول عبّود، الممثّلة التي تتقمّص أدوارها حتى آخر خليّة في جسمها وروحها أمام الكاميرا، تجيب على أسئلة "نداء الوطن".



بعد نجاح «ع أمل»، هل التماسك بين فريق العمل يكون خياراً مشتركاً أو صدفة؟

حمل مسلسل «ع أمل» شيئاً من السحر. فاختيار الممثلين كان مدروساً ليأخذ كلّ منّا مكانه. والسرّ في الحقيقة هو في الـcasting، إذ إنّ المنتجة المنفّذة جويل بيطار والمخرج رامي حنّا اختارا شخصيّات هذا العمل بدقّة، ما خلق بيننا إلفة ومحبّة في الكواليس تُرجمت لاحقاً على الشاشة. كذلك، جميع الممثلين المشاركين محترفون، وعندما يسود الاحتراف والمهنيّة في التعاطي مع العمل، لا يفسح المجال للصدف، لدرجة أنّ كلّ واحد منّا كان يشعر أنّ هذا العمل ملكه، وأنّه البطل بغضّ النظر عن حجم الشخصيّة التي يؤدّيها.

أعتقد أنّ هذه الكيمياء أساسيّة في هكذا نوع من الأعمال لأنّ المشاركين فيه يتحولون الى عائلة واحدة. أتمنّى أن تكون التجربة التي عشناها في «ع أمل» موجودة في كلّ المسلسلات الأخرى.



"ضحى" مع "سيف" و "صفاء" (عمار شلق والسا زغيب)



شخصيّة ضحى هادئة نسبياً لكنّها قويّة في مواقفها، إلى أي مدى تشبهك هذه التركيبة؟

ضحى تشبهني إلى حدّ كبير، لدرجة أنني اعتمدت على شخصيتي ككارول وعلى مواقف ومشاعر اختبرتها لتركيب هذه الشخصيّة وتأديتها أمام الكاميرا. وربّما ضحى هي من أقرب الأدوار التي لعبتها خلال مسيرتي، إلى شخصيّتي الحقيقيّة.

في أكثر من مشهد، تلعب ضحى دور المحرّض على التغيير. بنظرك، أي تغيير يحتاجه الفنّ اليوم؟

حاولت ضحى التغيير على نطاق فردي. وربّما التغيير الحقيقي يبدأ من هنا، حيث يعتمد كلّ منّا على كميّة الوعي التي يملكها وإحساسه على حد سواء. كلّ هذه الأمور أساسيّة لبناء مجتمع أفضل، لأنّ الفنّ وحده يحتاج إلى وقت طويل قبل أن يحدث فرقاً. الفنّ محفّز على التفكير، وأداة في يد الفنّان ليزرع بزرة في عقل المشاهد حتّى يبدأ بعدها بالتغيير. أعتقد أنّ هذه هي الأهمّ ويجب أن تسود في المجتمعات عموماً، وفي لبنان خصوصاً.




في «ع أمل» مواهب شابّة كمارلين نعمان وريان حركة وجوي حلاق ومابيل طوق وغيرهن. ما هي نصيحتك لهنّ ليطوّرن مواهبهنّ؟

اللافت في كلّ هذه الممثّلات أنّهن، وبغضّ النظر عن حجم ادوارهنّ، حاولن التوسّع إلى ما هو أبعد من الدور. نصيحتي لهنّ ألّا ييأسن لأنّ هذا المجال صعب، لا يحصل الممثّل فيه بسهولة على الأدوار التي يتمنّاها. كذلك، أطلب منهنّ أن يخترن أدوارهن بوعي من دون الانجرار وراء الشهرة أو المال أو الانتشار. فهذه أمور مغرية بالطبع، لكنّ الأساس يبقى بجودة العمل الفنّي وقدرتهن على الإضافة اليه.

"ضحى" في "ع أمل"



بعد «للموت» و»صالون زهرة» والمسلسلات الأخرى، ما الذي أضافه «ع أمل» الى مسيرتك؟

«ع أمل» حالة خاصّة، نظراً لتفاعل الجمهور معه. أهمّيّة هذا المسلسل تكمن في مدى تأثيره على المشاهدين، وفي طرحه أسئلة وأفكاراً أجبرتنا على إعادة النظر في معتقداتنا خصوصاً بما يتعلّق بالمرأة في مجتمعاتنا، وبعلاقة الرجل بالنساء اللواتي يحيطنه. «ع أمل» مسلسل استثنائي بوقعه على الناس، وهذا ما يميّزه عن سواه في مسيرتي.

تلعبين دائماً أدواراً مختلفة، ولكن هل من دور أو شخصيّة تطمحين إلى تأديتها؟

أحاول قدر الإمكان التنويع في أدواري منذ بداياتي. فأنا أنتمي إلى مدرسة تمثيل تعتمد على التغيير بالشكل وبروح الشخصيّات. وأستند دائماً الى أدوات اكتسبتها خلال دراستي والورش والتدريبات التي تابعتها بالاضافة الى الكتب التي قرأتها والمهارات التي اكتسبتها على مرّ السنين. وعلى الرغم من أنّ العمر يمنعني من تأدية بعض الأدوار، إلّا أنّه في الحقيقة، كلّ الشخصيّات التي ستصلني في المستقبل بمثابة تحدٍّ جديد، وبحث وتركيب لأفعال وأحاسيس جديدة.

متى نتابعك في أعمال جديدة، ليس في الدراما فحسب، بل في المسرح والسينما أيضاً؟

حاليّاً أنا في فترة استراحة بعد المسلسل، لكنني أحضّر لمشاريع أخرى قريباً.

صحيح أنّني ابتعدت عن السينما والمسرح في السنوات الأربع الأخيرة، لكنّني لا أحبّ أن أمزج الأمور ببعضها، خصوصاً أنّ السينما والمسرح يحتاجان إلى تفرّغ كبير.