أنزيمات في الجراثيم المعوية قد تُغيّر فصائل دم المتبرعين

02 : 00

حين تصبح حياة الناس على المحك، قد تسمح عمليات نقل الدم بإنقاذ المريض شرط أن يتلقى هذا الأخير عيّنة مطابقة لفصيلة دمه من المتبرع.

توصّل باحثون من الدنمارك والسويد للتو إلى اكتشاف جديد قد يفيد المرضى في هذا النوع من الحالات الطارئة، تزامناً مع تخفيف النقص العالمي في إمدادات الدم.

رصد الباحثون خليطاً من الأنزيمات التي ينتجها نوع من الجراثيم الموجودة في أمعائنا، وهو قادر على تحويل خلايا الدم الحمراء إلى فصيلة الدم الشاملة O بفعالية فائقة خلال الدراسات المخبرية.

لا يُعتبر تحويل خلايا الدم الحمراء إلى هذه الفصيلة فكرة جديدة. ظهرت هذه التقنية للمرة الأولى في العام 1982، حين اكتشف العلماء أنزيماً مستخلصاً من حبوب البن وقادراً على تجريد الخلايا البائية من السكريات على سطحها.

لكن بقي ذلك التفاعل الأنزيمي غير نافع، وعجز العلماء عن استعماله بشكلٍ عملي على نطاق واسع، ونشأت مخاوف مرتبطة بسلامة المرضى رغم النتائج الواعدة التي حققتها التجارب العيادية.

لهذا السبب، أراد العلماء التعمّق في هذه المسألة واكتشفوا أنزيمات أخرى في مجموعات من الجراثيم المعوية في العام 2019.

أدت إزالة الملحقات السكرية الطويلة إلى تراجع عدم تطابق الخلايا البائية الخاضعة للعلاج مع عيّنات البلازما إلى أقل من 9%، وأصبحت التفاعلات أقل حدة عند ظهورها.

لا بد من إجراء أبحاث إضافية لفهم السبب الذي يجعل نسبة بسيطة من خلايا الدم الحمراء المجرّدة ظاهرياً من السكر تتفاعل مع بلازما الدم من الفصيلة O، ولتحسين طريقة تحويل خلايا الدم من الفصيلة A.

مع ذلك، يظن الباحثون أن العثور على أنزيمات قادرة على إزالة مجموعة متوسّعة من المستضدات A وB يسمح بكشف «حلقة مفقودة» في عملية إنتاج عيّنات نقل الدم أو حتى زراعة الأعضاء.

بدأت المختبرات تزرع خلايا دم حمراء خلال تجارب بشرية لاختبار قدرتها على الصمود لفترة أطول من عينات الدم التي يتبرع بها الناس. إذا تحقق هذا الهدف، قد يتراجع الطلب على إمدادات الدم ويتجنب المريض الذي يحتاج إلى نقل دم متكرر أي مضاعفات محتملة.