غملوش عن المقالع والكسارات: لرفع ضررها فوراً عن البشر والحجر وإلا حظرها إلى الأبد

09 : 55

استغرب السفير العالمي للسلام حسين غملوش في بيان، "كيف أن لبنان يعيش معضلات كثيرة عصيّة عن الحل لدرجة أنها أصبحت كالأمراض المزمنة، وكل ذلك بسبب التراخي الأمني من جهة والتدخل السياسي من جهة أخرى، ما أدى ويؤدي إلى استحالة تنفيذ أي قانون أو مرسوم، فتختفي دراسات وتوضع أخرى في الجوارير، حتى لو كان ذلك على حساب صحة اللبنانيين وحياتهم، كموضوع المقالع والكسارات".


وقال: "حصرت الدولة في البداية إنشاء الكسارات والمقالع في السلسلة الشرقية بسبب خلوها من السكان وطبيعتها الجرداء، إلا أن جشع أصحاب كسارات الموت والطمع بالربح الوفير، جعلهم يخالفون القرارات والمراسيم ولم يرتضوا بناء امبراطورياتهم التي تدر عليهم بالمال إلا في الأماكن المأهولة والخضراء، لتوفير كلفة نقل المواد ولو على حساب صحة الناس والبيئة، مدركين أننا نعيش في بلد ينتهج سياسة "الافلات من العقاب" ولو مهما اقترفت أيديهم من مجازر".


وعدد غملوش المضار التي تسببت بها المقالع والكسارات من تلويث الهواء بالغبار والسلامة البيئية والسكانية والضجيج، قضم رؤوس الجبال والقمم التي تلعب دوراً في الاستمطار، وتغيير مسار مجاري المياه والمسارب التي تغذي الأحواض الجوفية للمياه والينابيع، إضافة الى تلويث مصادر المياه والأنهر بسبب الحفر العمودي الذي لا يتطابق مع التدرج بحسب ما أدلى به الخبراء، من دون التحدث عن مضارها على صحة القاطنين بجوارها الذين يعانون من أمراض مزمنة وانتشار مرض السرطان".


وإذ رأى أن الدعوة الى تركيب الفلاتر ساذجة وبدائية ولا تحل مشكلة بيئية بهذا الحجم، "لأن الفلاتر تمتص الغبار وليس الغاز ويستوجب تنظيفها وتغييرها كل فترة، مع مراقبة دائمة من قبل الدولة"، دعا متعهدي البناء إلى استخدام مواد صديقة للبيئة والاكتفاء باستخدام الإسمنت في تشييد الاساسات فقط، للتقليل من حاجة السوق المحلية الى هذه المادة، وبالتالي تخفيف الضرر البيئي".


وتابع: "إن المجلس الوطني للمقالع مدعو بالتعاون مع الوزارات المختصة والقوى الأمنية والقضاء الى فرض غرامات على أصحاب الكسارات وتحصيل مستحقات القطاع للخزينة والتي قدرت بعد المسح الذي قام به الجيش في العام 2021 ما بين المليارين ونصف المليار وسبعة مليارات دولار أميركي".


وختم غملوش: "أمام هذا الواقع المزري الذي تسبب به هذا القطاع، باعتداء أصحابه ليس فقط على أرزاق الناس بل أيضاً على مشاعات الدولة من دون حسيب أو رقيب، نقترح إما رفع الضرر الذي تسببه هذه المقالع على البشر والحجر فوراً ومن دون أي اعتبارات، وإما حظر هذه الصناعة الى غير رجعة؟".

MISS 3