"هجوم ضخم" لحرمان الأوكرانيين من النور... وزيلينسكي: بوتين نازي!

02 : 00

من آثار القصف الروسي على منطقة كييف أمس (أ ف ب)

بعد هجوم روسي ضخم جديد على شبكتها للطاقة أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة نحو 10 آخرين، حذّرت أوكرانيا أمس من انقطاع محتمل للتيار الكهربائي بسبب استهداف موسكو، في هجوم تبنّته، منشآت لإنتاج ونقل الكهرباء في شرق أوكرانيا وغربها ووسطها وجنوبها بواسطة 76 صاروخاً ومسيّرة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّه في «يوم إحياء ذكرى النصر على النازية خلال الحرب العالمية الثانية، شنّ بوتين النازي هجوماً واسع النطاق على أوكرانيا»، مندّداً بـ»الإرهاب الروسي»، فيما اعتبر وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشينكو أن «العدوّ لم يتخلَّ عن خططه لحرمان الأوكرانيين من النور».

وفي التفاصيل، تعرّضت 3 محطاّت للطاقة الحرارية «لأضرار جسيمة» بسبب الهجوم الروسي، بحسب أكبر مشغل طاقة خاص في أوكرانيا «دي تيك» الذي أشار إلى أن هذا الهجوم هو الخامس على منشآت الطاقة التابعة للشركة خلال شهر ونصف الشهر، بينما كان سلاح الجو الأوكراني قد أكد أن «العدو استخدم 55 صاروخاً و21 مسيّرة هجومية»، مشيراً إلى أن منظوماته للدفاع الجوي اعترضت 39 صاروخاً و20 مسيّرة.

وكشف زيلينسكي في رسالة منفصلة لاحقاً أنه تحدّث مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن في شأن سُبل تعزيز نظام الطاقة والدفاعات الجوية في أوكرانيا، بينما شارك رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال في مجموعة عمل حكومية جديدة مسؤولة عن إعداد الشركات والأُسر لاحتمال انقطاع الكهرباء والتدفئة خلال فصلَي الخريف والشتاء المقبلين، مشيراً إلى أن البلاد فقدت حوالى 8 غيغاوات من إنتاج الكهرباء بسبب الضربات الروسية.

في الأثناء، أكدت الإدارة العسكرية لكييف أن قاذفات استراتيجية روسية من طراز «تي يو 95 أم أس» أطلقت صواريخ «كروز» على العاصمة التي وضعت في حال تأهّب لمدّة 3 ساعات، مشيرةً في وقت لاحق إلى إسقاط كلّ الصواريخ. كذلك، استُهدفت البنى التحتية للسكك الحديد في منطقة خيرسون في جنوب البلاد، حيث أوضح حاكم المنطقة أولكسندر بروكودين أن «السكك تضرّرت»، لافتاً إلى أن حركة المرور على أحد الخطوط كانت محدودة.

وعلى الجبهة، سيطرت موسكو على بلدة نوفوكالينوفي القريبة من أفدييفكا التي احتلّتها في منتصف شباط الماضي في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا. كما استولى الجيش الروسي على قرية كيسليفكا في منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد، التي استعادتها كييف بالكامل تقريباً خلال هجوم مضاد في خريف العام 2022، غير أنها لا تزال تُستهدف بقصف روسي.

وفي ظلّ معاناة أوكرانيا من خلل، خصوصاً على مستوى العديد مقارنةً مع روسيا، أقرّ البرلمان الأوكراني مشروع قانون يسمح لفئة محدّدة من السجناء بالقتال في صفوف القوات المسلّحة مقابل حصولهم على العفو، بحسب 3 نوّاب، لكن لا يزال يتعيّن أن يوقع رئيس البرلمان وزيلينسكي على النصّ قبل أن يدخل حيّز التنفيذ.

أوروبّياً، توصّلت دول الاتحاد الـ27 إلى اتفاق «مبدئي» على استخدام عائدات الأصول الروسية المجمّدة في الاتحاد لتسليح أوكرانيا وإعادة إعمارها، حسبما أعلنت الرئاسة البلجيكية للتكتل، لكن لا يزال يتعيّن تأكيد الاتفاق على مستوى وزراء الاتحاد الأوروبي. وأشادت رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين بالقرار، معتبرةً أنه «لا يُمكن أن يكون هناك رمز أكثر قوّة ولا استخدام أفضل لهذه الأموال لتُصبح أوكرانيا وأوروبا بالكامل أكثر أمناً».

وفي بريطانيا، أكد وزير الداخلية جيمس كليفرلي في تصريح أمام البرلمان خُصّص «للأنشطة المسيئة» التي تُنسب إلى موسكو، أن بلاده ستطرد الملحق الدفاعي الروسي في المملكة، واصفاً إيّاه بـ»ضابط استخبارات عسكري غير مُعلن». وأشار إلى أن عدّة أملاك روسية على الأراضي البريطانية تستخدم «لغايات استخباراتية»، ستفقد وضعها الديبلوماسي. وأعلن «قيوداً جديدة على التأشيرات الديبلوماسية الروسية» تشمل الحدّ من الفترة التي يُمكن أن يقضيها الديبلوماسيون الروس في المملكة المتحدة.

وندّدت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بإعلان بريطانيا، وقالت: «قرّرت لندن استخدام كذبة صريحة لتبرير إعلاناتها المناهضة لروسيا في الثامن من أيّار»، مؤكدةً أن ردّ موسكو سيكون «قاسياً».

وفي خطوة تُعدّ مفصلية في «مغامرات» موسكو الفضائية، كشف رئيس وكالة الفضاء الروسية يوري بوريسوف خطّة طموحة لتشييد مفاعل نووي على سطح القمر خلال العقد المقبل، بالاشتراك مع بكين، يهدف إلى تشغيل قاعدة فضائية متطوّرة، لافتاً إلى أن التطوير التقني للمصنع جارٍ بخطى ثابتة.

MISS 3