موسكو تتقدّم في خاركيف و"المعارك الدفاعية" متواصلة

من آثار الضربة الأوكرانية على مبنى في بيلغورود أمس (أ ف ب)

بعد يومَين من بدء عملية برية واسعة لموسكو في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، حيث يجري إجلاء آلاف الأشخاص، ادّعت وزارة الدفاع الروسية أمس السيطرة على 4 بلدات إضافية في المنطقة المحاذية لروسيا، فيما كان الجيش الروسي قد أكد السبت سيطرته على 6 قرى أوكرانية، بينها 5 في خاركيف.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية: «تقدّمت الوحدات التابعة لمجموعة قوات «الشمال» في عمق دفاعات العدوّ، وحرّرت بلدات غاتيشتشي وكراسنوي وموروخوفيتس وأولينيكوفو في منطقة خاركيف»، بينما أوضح حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف أن «كلّ مناطق الحدود الشمالية تتعرّض لنيران العدوّ على مدار الساعة تقريباً»، لافتاً إلى أن «الوضع صعب».

وتحدّث سينيغوبوف عن ازدياد عدد المناطق التي تشهد أعمالاً قتالية، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس: «تتواصل المعارك الدفاعية والقتال العنيف في قسم كبير من حدودنا»، معتبراً أن «الهجمات في منطقة خاركيف ترمي إلى إنهاك قوّاتنا وتقويض معنويات الأوكرانيين وقدرتهم على الدفاع عن أنفسهم».

في السياق، أوضح قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أن قوات بلاده تواجه موقفاً عصيباً للغاية في القتال الدائر في خاركيف، لكنّه أكد أن الجنود يبذلون كلّ ما في وسعهم للصمود عند خطوط ومواقع الدفاع وتكبيد العدوّ الخسائر. وكتب سيرسكي على «تلغرام»: «تخوض وحدات قوات الدفاع معارك دفاعية شرسة»، مؤكداً «وقف محاولات الغزاة الروس لاختراق دفاعاتنا».

في الأثناء، أُجليت مجموعات من الأشخاص من محيط بلدة فوفشانسك الحدودية، معظمهم من كبار السنّ. وقالت ليودا زيلينسكايا (72 عاماً)، وهي تحمل قطّة ترتجف: «لم نكن نُريد أن نرحل»، في حين قالت ليوبا كونوفالوفا (70 عاماً) إنّها عاشت ليلة «مرعبة جدّاً» قبل أن يتمّ إجلاؤها.

ويُساعد متطوّعون، كبار السنّ، في الإخلاء وتسجيل أسمائهم للحصول على الطعام قبل إجلائهم نحو عاصمة المنطقة خاركيف التي تحمل الإسم نفسه. ولفت الشرطي أوليكسي خاركيفسكي الذي يُساعد في تنسيق عمليات الإجلاء إلى أن «عدّة أشخاص» قُتلوا في قصف السبت، فيما عُثر على قتيل تحت الأنقاض ليلاً.

ونقل المجلس البلدي لخاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، عن رئيس البلدية إيغور تيريخوف أنه «على الرغم من كلّ الأحداث الجارية في المنطقة، خاركيف هادئة، لا نرى أناساً يرحلون».

توازياً، كثّفت القوات الأوكرانية هجماتها داخل الأراضي الروسية والمناطق التي تُسيطر عليها موسكو في أوكرانيا، خصوصاً على منشآت الطاقة. وقُتل 9 أشخاص وأُصيب نحو 20 جرّاء ضربة أوكرانية أصابت مبنى في مدينة بيلغورود الروسية الحدودية، وتسبّبت بانهيار جزء منه، فيما اندلع حريق في مصفاة للنفط في فولغوغراد في جنوب روسيا إثر هجوم شنّته أوكرانيا بطائرة مسيّرة ليل السبت - الأحد، وفق حاكم المنطقة أندري بوتشاروف الذي أكد إخماد الحريق وعدم تسجيل وقوع ضحايا.

في الغضون، أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الدفاع سيرغي شويغو، وعيّن الخبير الاقتصادي أندريه بيلوسوف خلفاً له، وفق ما أوردت وكالات أنباء رسمية نقلاً عن الكرملين. كذلك، أصدر بوتين مرسوماً بتعيين شويغو أميناً عاماً جديداً لمجلس الأمن القومي، خلفاً لنيكولاي باتروشيف. ويتولّى شويغو منصب وزير الدفاع منذ عام 2012.