تتعرّض حوالى 30 بلدة في شمال شرق أوكرانيا لقصف روسي عنيف فيما تُواصل موسكو هجومها الجديد في منطقة خاركيف مع احتلالها عشرات الكيلومترات المربّعة في غضون أيام. وكشف رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني أولكسندر ليتفينينكو أن «أكثر من 30 ألف» جندي روسي يُشاركون في الهجوم البرّي على خاركيف، مؤكداً أن عاصمة المنطقة التي تحمل الإسم نفسه «ليست مهدّدة».
واعتبر ليتفينينكو خلال مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعدّ لـ»حرب طويلة» مع الغرب بعدما أجرى تعديلاً وزاريّاً أقال بموجبه وزير الدفاع سيرغي شويغو، وقال: «هذا يُشير إلى أن بوتين يُخطّط لحرب طويلة الأمد. حرب ليس فقط ضدّ أوكرانيا، بل أيضاً ضدّ الغرب ككلّ، حرب ضدّ حلف شمال الأطلسي».
في السياق، رأت واشنطن أن إقالة بوتين وزير دفاعه دليل على حال من «اليأس». وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل للصحافيين: «وجهة نظرنا هي أن هذا مؤشّر آخر إلى رغبة بوتين اليائسة في مواصلة حربه العدوانية على أوكرانيا، على الرغم من كونها تستنزف الاقتصاد الروسي بشكل كبير والخسائر الفادحة للقوات الروسية».
ميدانيّاً، قال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف: «تعرّضت أكثر من 30 بلدة في منطقة خاركيف لقصف مدفعي وقذائف هاون من جانب العدوّ»، مشيراً إلى أن «العدوّ يُحاول عمداً توسيعها (الجبهة) ويُهاجم في مجموعات صغيرة، ولكن في اتجاهات جديدة إذا جاز التعبير»، في حين أقرّت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في وقت باكر بأنّ «العدوّ يُحقّق حاليّاً نجاحات تكتيكية».
ومع مواصلة السلطات إجلاء السكّان، ذكرت قناة «ديب ستايت» المقرّبة من الجيش الأوكراني عبر «تلغرام» أن الروس تمكّنوا من احتلال شريط مساحته 70 كيلومتراً مربّعاً تقريباً في منطقة ليبتسي، وآخر مساحته 34 كيلومتراً مربّعاً في اتجاه فوفتشانسك.
وفي الداخل الروسي والمناطق الأوكرانية المحتلّة، ذكرت السلطات أن 4 أشخاص على الأقلّ قُتلوا وأُصيب 7 آخرون جرّاء ضربات أوكرانية في منطقة لوغانسك المحتلّة ومنطقة كورسك الروسية. وتبنّت كييف استهداف منشأة للنفط ومحطّة للتحويل الكهربائي في منطقتَي بيلغورود وليبتسك في غرب روسيا على مقربة من الحدود.
في الغضون، أظهرت مسودة أن الاتحاد الأوروبي تعهّد في وثيقة بتقديم دعم أمني طويل الأمد لأوكرانيا وتزويد كييف بمزيد من الأسلحة والتدريب العسكري وغير ذلك من أشكال المساعدات على مدار السنوات المقبلة، بحسب وكالة «رويترز»، بينما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه إذا كان الغرب يُريد القتال لمصلحة أوكرانيا في ساحة المعركة، فإنّ موسكو مستعدّة لذلك.
تزامناً، أكد رئيس الوزراء الصربي الجديد ميلوس فوتشيفيتش الذي تُعدّ بلاده حليفاً مقرّباً لروسيا، تمسّك صربيا بـ»وحدة أراضي» أوكرانيا، وذلك خلال لقاء مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الذي يزور بلغراد.
وخلال أوّل زيارة له إلى صربيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، التقى كوليبا أيضاً الرئيس ألكسندر فوتشيتش ومسؤولين صرب آخرين. كما التقت السيّدة الأولى الأوكرانية أولينا زيلينسكا، الرئيس الصربي والسيّدة الأولى الصربية تامارا فوتشيتش.
من جهة أخرى، أعرب رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون عن انفتاحه لنشر أسلحة نووية في السويد في زمن الحرب، معتبراً أنّه «في أسوأ السيناريوات، على الدول الديموقراطية في منطقتنا من العالم أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها من الدول التي قد تُهدّدنا بالأسلحة النووية».