روي أبو زيد

الفنّانون و"السوشيل ميديا": تكامل أم تصادم؟

9 آب 2019

10 : 34

إخترقت مواقع التواصل الإجتماعي حياتنا، فأضحينا جميعنا تحت بقعة ضوء تبرز يوميّاتنا وتعرض خصوصياتنا على منابرها كافة. إذاً، أصبحنا من المشاهير، ولو افتراضيّاً.

لكن هذا العالم الواسعة منازله والمفتوحة أبوابه بات في السنوات الأخيرة جسر عبور للفنانين فيدخلون من خلاله القلوب والبيوت عبر بوّابة الهواتف المحمولة.

ولم يعد الفنان بحاجة للظهور الدائم على شاشة التلفاز ليضمن بقاءه في بقعة الضوء، إذ أصبح من السهل متابعة أخباره وتفاصيل حياته اليومية كافة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. لكن هل من نقاط سلبية لهذه الوسائل وكيف تؤثر على صورة الفنان العامة والخاصة؟

صحيحٌ أنّ "السوشيل ميديا" أمّنت انتشاراً أوسع للفنان على الصعد كافة، إذ أضحى أقرب الى معجبيه ومتابعيه، يتفاعل معهم ويتفاعلون بدورهم مع ما ينشره من صور وأخبار وآراء. هذا في الشكل العام، لكن حين نغوص في المضمون نلحظ أنّ الواقع يختلف كثيراً: ارتفعت نسبة المهووسين بالنجوم بسبب "السوشيل ميديا"، لذا أصبحت حياة الفنان وعائلته في خطر، حتى ولو معنوياً.

فنّانون تعرّضوا للمضايقات

"أخاف أن أنشر صور أولادي على السوشيل ميديا، بخاصة أن المهووسين الجنسيين بالأطفال قد ارتفع عددهم وألحظ ذلك من خلال تعليقاتهم"، هذا ما أكّدته لنا الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور، مشدّدةً على "أخذها الاحتياطات كافة في هذا الإطار".

وتشير عبد النور الى أن "وسائل التواصل الإجتماعي أصبحت منبراً يتيح للجميع التعبير عن آرائه كما يريد، فيسبب الأذى المعنوي للشخص الذي يوجّه إليه رسالته".

من جهتها، تؤكد الممثلة ورد الخال أنها قاطعت وسائل التواصل الاجتماعي كافة هي وزوجها، مضيفة أنّ منبر "السوشيل ميديا أصبح مسبّباً للمشاكل مع الزملاء في الوسط الفني ومع جميع الناس"، وتجزم: "شرّه أكثر من خيره!" أما الممثل شادي حداد، فأصرّ على أنّ "وسائل التواصل الإجتماعي لا تستولي على وقته كما يحصل مع الكثيرين"، مضيفاً أنّه "يتعاطى مع منابر "السوشيل ميديا" بشكل معتدل، فيشارك المتابعين آخر نشاطاته وأخباره مع الحرص على رسم حدود مع الجمهور الرقميّ والإبقاء على أموره الخاصة طيّ الكتمان". ويعاني الفنانون من الخرق الدائم لصفحاتهم الرسميّة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبثّ صور وآراء لا تمتُّ اليهم بصلة، إضافة إلى تزوير صفحات بأسمائهم وانتحال شخصيتهم والتحدُّث بلسانهم، كما حصل مع الممثلة ورد أحياناً، على الفيسبوك خصوصاً، حيث لفتت الى أنّ "صفحاتها اختُرقت مرّات عدّة لتُنشَر من خلالها بعض الصور الإباحية".

حتى أنّ شائعات الزواج والوفاة للفنانين تغزو بين حين وآخر "السوشيل ميديا"، كشائعتي وفاة عادل إمام وحسن حسني أخيراً أو حتى زواج هيفا وهبي. وباتت منابر "السوشيل ميديا" بمثابة مكتب إعلامي رسمي للفنان، بخاصة الصفحات التي تتّسم بعلامة زرقاء قرب اسم المُستخدم، ما يدلّ على أنّ هذه صفحة الشخص الرسمية الوحيدة باسمه وليس هناك أيّ صفحات أخرى.

وفي هذا الإطار، أعلنت هيفا وهبي خبر مرضها عبر "تويتر"، كذلك طمأنت إليسا جمهورها عن حالتها الصحيّة أيضاً عبر الموقع عينه. أما باقي النجوم والنجمات فيعيّدون جمهورهم بالأعياد الدينية كافة أو يطلقون تصريحاً معيّناً أيضاً...عبر "السوشيل ميديا"!

وأصبحت صفحات المشاهير على وسائل التواصل نوعاً جديداً من الإعلان لهؤلاء، بفضل العدد الكبير لمتابعيهم، إذْ يظهر الفنان أحياناً في بث مباشر، ويقوم بالإعلان عن بعض المنتجات الغذائية أو الفنادق أو مستحضرات التجميل، كما تفعل غالبية الفنانات اللبنانيّات والعرب أمثال مايا دياب، سيرين عبد النور، نينا عبد الملك وغيرهن.

من جهة أخرى، تعاقد بعض المشاهير مع شركات متخصصة في التسويق الإلكتروني لإدارة صفحاتهم الشخصية. ومهمة هذه الشركات وضع منشورات تفاعلية تبيّن الفنان بصورة مدروسة ومتقنة، فضلاً عن نفي الشائعات وحذف التعليقات المسيئة. شيرين عبد الوهاب، مثلاً، استعانت بشركة متخصصة لإدارة حساباتها على مواقع التواصل الإجتماعي. أما بعض المشاهير فيفضّلون توظيف مسؤول عن منابرهم على "السوشيل ميديا"، كما كشفت الممثلة داليدا.

رأي علم النفس

تؤكد المستشارة النفسية والخبيرة العلائقية رودنا نجم لـ"نداء الوطن" أنّ "منابر "السوشيل ميديا" هي مرآة للفنان، وقد يستخدم هذا الأخير خبراء مأجورين لاختراق حساباته بهدف الشهرة". واعتبرت نجم أنّ "هذه الوسائل تسبب الاكتئاب للفنان إن لم يلقَ التفاعل المطلوب من متابعيه كما تجري العادة".


MISS 3