ستولتنبرغ يضغط للسماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية لضرب روسيا

ستولتنبرغ متحدّثاً في براغ أمس (أ ف ب)

دعا الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ أمس، في مستهلّ اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف يستمرّ يومَين في براغ، إلى السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل روسيا، لافتاً إلى أنه «في الأسابيع والأشهر الأخيرة، وقعت غالبية المعارك العنيفة على امتداد الحدود بين روسيا وأوكرانيا، لذا أعتقد أن الوقت حان لإعادة النظر في بعض تلك القيود لتمكين الأوكرانيين من الدفاع حقاً عن أنفسهم».

وفي هذا الإطار، ترى بعض الدول من بينها بريطانيا وهولندا والنروج أن لكييف الحق في استخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف عسكرية في روسيا، لكن الولايات المتحدة وألمانيا تُعارضان حتّى الآن الخطوة، فيما بدا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدّل موقفه الثلثاء عندما قال إنه ينبغي السماح لأوكرانيا بـ»تحييد» قواعد في روسيا تستخدم لشنّ ضربات.

وفي وقت يسعى الحلفاء في «الناتو» إلى حلّ هذا الخلاف، يُحاول الوزراء في براغ التوصّل إلى حزمة دعم مرضية لأوكرانيا. وأكد ستولتنبرغ أنه «نُخطّط لوضع دعمنا على أُسس أكثر ثباتاً، بما في ذلك دور أكبر لـ»الناتو» في تنسيق المساعدة الأمنية والتدريب، فضلاً عن التزام مالي لعدّة سنوات»، في حين يُشير ديبلوماسيون إلى أن النقاش ما زال جارياً فيما يُحاول الحلفاء تحديد ما يُمكن أن تشمله أي تعهّدات وكيفية تنظيمها.

وكشفت 3 مصادر ديبلوماسية لوكالة «رويترز» أن فرنسا قد تُرسل قريباً مدرّبين عسكريين إلى أوكرانيا، رغم مخاوف بعض الحلفاء وانتقادات من جانب روسيا، وقد تُعلن قرارها الأسبوع المقبل خلال زيارة الرئيس الأوكراني، مشيرين إلى أن باريس تأمل في تشكيل تحالف من الدول التي تُقدّم مثل هذه المساعدات لكييف وقيادته.

ويستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأميركي جو بايدن في باريس في 8 حزيران خلال «زيارة الدولة الأولى» التي يُجريها بايدن إلى فرنسا التي ستمتد من 5 إلى 9 حزيران لمناسبة «إحياء الذكرى الـ80 لإنزال الحلفاء» خلال الحرب العالمية الثانية في النورماندي. وأكد الإليزيه أن «الرئيسين سيُناقشان الدعم الراسخ والمستدام لأوكرانيا»، بينما سيحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضاً الاحتفالات، بحسب «وكالة فرانس برس».

في المقابل، اتّهم الكرملين حلف «الناتو» بـ»تحريض» كييف على إطالة أمد النزاع في أوكرانيا التي يُناشد مسؤولوها الحصول على إذن من بلدان «الناتو» لاستهداف روسيا بالأسلحة المقدّمة من الغرب. واعتبر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن «دول «الناتو» تدخل في الأيام والأسابيع الأخيرة جولة تصعيد في التوتر وتقوم بالأمر عمداً»، مدعياً أنهم «يُحرّضون أوكرانيا بكلّ طريقة مُمكنة لمواصلة هذه الحرب العبثية».

في الغضون، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الصين قد تُنظّم مؤتمر سلام تُشارك فيه روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أنه «نتفق مع موقف الصين المتمثل في ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع في المقام الأول وحماية المصالح القانونية لجميع الأطراف، على أن ترتكز الاتفاقات اللاحقة على مبدأ ضمان الأمن في شكل متساوٍ وغير قابل للتجزئة»، بحسب وكالة «رويترز».

نووياً، أكد لافروف أن موسكو قد تتّخذ خطوات جديدة في مجال الردع النووي إذا نشرت الولايات المتحدة صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا وآسيا، مشيراً إلى أنه «لا نستبعد اتخاذ خطوات إضافية في مجال الردع النووي، لأنّ مراكز قيادتنا ومواقع قواتنا النووية ستكون في مرمى الصواريخ الأميركية المنتشرة في الخارج».

ميدانيّاً، أكد جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني أن قواته استخدمت مسيّرات بحرية لتدمير مركبَين برمائيَّين سريعَين روسيَّين من طراز «كاي أس 701» كانا في دورية قبالة شبه جزيرة القرم المحتلّة من قِبل موسكو، لافتاً إلى أن روسيا استخدمت مقاتلات ومروحيات في محاولة فاشلة لتدمير المسيّرات في خليج فوزكا شمال غرب القرم وأطلقت عليها النار باستخدام أسلحة خفيفة ومدافع عيار 30 ملم.

في المقابل، أشارت الدفاع الروسية إلى إسقاط 13 طائرة مسيّرة أوكرانية في منطقة كراسنودار الواقعة جنوباً والقريبة من شبه جزيرة القرم، بينما أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 8 صواريخ تكتيكية من طراز «أتاكمس» فوق بحر أزوف قرب القرم.

في الأثناء، أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي «أف أس بي» إحباط سلسلة «هجمات تخريبية» خطّطت لها أجهزة الاستخبارات الأوكرانية لاستهداف خطوط سكك حديد في القرم، لافتاً إلى أنه اعتقل 4 سكان جنّدتهم أوكرانيا بينما قُتل زعيمهم الروسي أثناء توقيفه، حسبما أفادت وكالات إخبارية روسية، فيما ذكر التلفزيون الروسي أن عملاء خطّطوا لشلّ حركة القطارات ليكون بإمكان الأوكرانيين مهاجمتها بالصواريخ.