كيف تُخفف تعرّضك لمواد كيماوية "أبديّة" سامة؟

02 : 00

تُعتبر عناصر البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل مواد كيماوية «أبدية» لأنها غير قابلة للتحلل، وهي تُستعمل في مجموعة متنوعة من التطبيقات الاستهلاكية والتجارية منذ الخمسينات. يمكنها أن تصدّ المياه والزيت، وتقاوم درجات الحرارة المرتفعة، وتعطي مفعول المواد الخافضة للتوتر السطحي عبر تسهيل اختلاط أنواع مختلفة من السوائل.



يستحيل تجنّب هذه المواد بالكامل، فهي منتشرة في كل مكان تقريباً. لكن يمكنك أن تُخفف مستوى تعرّضك لها عبر تجنب الاحتكاك بالمنتجات التي تتم معالجتها مباشرةً بأنواع غير أساسية من البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل واختيار بدائل تخلو منها إذا أمكن. في ما يلي أربعة أنواع يجب أن تحذر منها.

1. منسوجات مقاوِمة للبقع

قد يزيد احتمال تعرّضك لعناصر شائكة بسبب السجاد والكنبات والسيارات المحيطة بك إذا خضعت أقمشتها للمعالجة بمواد البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل.

قد يتعرّض الناس لهذه العناصر الضارة عبر تنشّق الغبار الذي يحتك بتلك المنتجات، أو عبر الاحتكاك بها مباشرةً، أو امتصاصها عن طريق الجلد.

تقليدياً، كانت المنتجات المقاوِمة للبقع تحتوي على نوع واحد على الأقل من البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل. عند شراء السجاد والكنبات إذاً، يمكنك أن توفّر المال ولا تختار المنتجات المقاوِمة للبقع إلا إذا كانت تخلو من تلك العناصر.

2. أغلفة الأغذية وأواني الطبخ

تُستعمل مواد البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل لصنع صناديق الوجبات الجاهزة، والورق المقاوِم للدهون، والأوعية البلاستيكية، وحتى الأطباق ذات الاستعمال الواحد. يمكنك أن تُخفّف نسبة تعرّضك لهذه المواد إذاً عبر تجنب تلك المنتجات والأغلفة.

إذا كنت تفضّل طبخ الطعام على دفعات أو تحضير وجبات غداء جاهزة للأطفال، حاول أن تستعمل أوعية قابلة لإعادة الاستخدام وخالية من مواد البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل.

تنتشر هذه المواد أيضاً في كمية كبيرة من أواني الطبخ غير اللاصقة. تتعرّض هذه الأخيرة للخدوش أو يبدأ سطحها بالتآكل عند تسخينها، لذا قد تنتقل عناصر البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل من المقلاة إلى الطعام أثناء تحضيره.

من غير المنطقي أن تتخلص من جميع الأواني والمقالي فوراً، لكن حين يبدأ الغطاء غير اللاصق بالتقشّر، استبدلها بخيارات خالية من البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل، مثل السيراميك، والفولاذ المقاوم للصدأ، وحديد الزهر.

3. الملابس الخارجية

تُستعمل مواد البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل لجعل الملابس الخارجية، مثل المعاطف، والقفازات، والسراويل، مقاوِمة للمياه. لكن تكشف الدراسات أن تلك المواد لا تبقى في المنتجات الخاضعة للمعالجة، بل إنها تُغيّر مكانها ببطء مع مرور الوقت.

تنتج ماركات عدة اليوم خيارات خالية من البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل. إذا كنت تنوي أن تعيد معالجة منتج قديم لأنه خسر خصائصه المقاوِمة للمياه، احرص على التحقق من عدم احتوائه على تلك المواد الشائكة.

4. مستحضرات التجميل

تُستعمل مواد البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل في عدد كبير من مستحضرات التجميل. إنها ظاهرة مقلقة، إذ تكشف دراسة جديدة أن هذه المنتجات قد تزيد قدرة تلك المواد على اختراق حاجز الجلد البشري ودخول الجسم.

تطرح بعض الماركات منتجات خالية من البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل، لكن تتابع ماركات مشهورة أخرى إنتاج مستحضرات تحتوي عليها.

الحذر واجب
تكثر المعلومات التي لا تزال مجهولة عن الآثار السامة التي يُسببها البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل. تتعدد الأنواع المطروحة، ولا يُسبب بعضها أي أضرار بارزة على الأرجح، ولا يكون أثرها دائماً. لكن يختلف الوضع مع منتجات أخرى. يكون جزء من البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل ساماً بالنسبة إلى البشر، وهو يرتبط أحياناً بأمراض السرطان، واضطراب نمو الدماغ، ومشاكل الإنجاب، واختلال الهرمونات، والسكري، والبدانة.

تكون الحيوانات معرّضة لآثار تلك المواد السامة، وقد يؤثر وجودها في المحيطات على دورة الكربون هناك عبر زعزعة عمليات متنوعة مثل الحد من التركيب الضوئي، ما قد يؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الدفيئة والتأثير على التغير المناخي في مرحلة لاحقة.

تصل قيمة قطاع إدارة المخلفات الملوّثة بعناصر البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل إلى مليارَي دولار، لكن لا يُعتبر خيار إعادة المعالجة بسيطاً بأي شكل. تتفكك هذه العناصر على الأرجح خلال عملية استرجاع الطاقة نظراً إلى درجات حرارتها الفائقة، لكن لا تُعتبر هذه المقاربة مثالية لأنها تمنع إعادة تدوير المواد القيّمة أو تعيق استخدامها مجدداً.