محمد دهشة

"لبنان... لمدى الأزمان"... الإبداع يُحلّق بجانحَي العلم والفن

أثناء الجولة في المعرض

«لبنان... لمدى الأزمان» عنوان المعرض الذي نظمته ثانوية السفير – الغازية برعاية الفنان التشكيلي علي شمس الدين والذي تضمن لوحات فنية من رسم وإبداع سبعة من تلامذتها وهم الفنانون الواعدون راما أبو الحسن بشير، علي رافع زبيب، جنى علي مصطفى، قمر علي مصطفى، حسين أحمد ياسين، وردة محمود خليفة ويارا علي حمد، وذلك تحت إشراف الفنان عبد الحليم حمود.



في المناسبة، أقيم احتفال في قاعة الأنشطة حضره جمع من الأهالي وأسرة الثانوية وحشد من الطلاب، واستهل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد «السفير» فكلمة ترحيب وتقديم من محمد فياض الذي اعتبر أنه «ما بين السّفير والإبداع، نبضٌ حياتيّ خطّ حروفه من ترويض المستحيل، فأوقَدَ شعلة الخيال بأنامل طفوليّة صاغت الجمال، ونسجت الأحلام ونثرت رؤاها فوُلد «لبنان... لمدى الأزمان».


من لوحات المعرض


وعرض الفنان عبد الحليم حمود مراحل تحضير الطلاب للمعرض وقال: «على مدى عام دراسي كامل، كانت هناك ورشة رسم متنوعة معرفيّاً وتقنياً مع نخبة من التلامذة ليكون تطورهم تصاعديّاً وخلاقاً، بحيث أصبحوا يناقشون في مدارس الفن وشعابه الكلاسيكية والحديثة، فكان هذا المعرض فعل تتويج لتلك الجهود الدؤوبة. وما كان لكل هذا أن يتحقق لولا الروح الإبداعية التي تكلل السفير كمنهج مغاير، لا يشبه إلا ذاته، ولهذا السبب استحق سلطان ناصر الدين مكانته الريادية التي تخرج صورة المدير عن نمطيتها المعتادة».

بدوره، قال مدير الثانوية سلطان ناصر الدين: «للعصفور جانحان، بهما يطير، بهما يحلّق، بهما يحطّ بسكينة وسلامة. هذان الجانحان متآزران متكاتفان، لكلّ منهما فضل على الآخر. وإذا حصل خلل في أيّ جانح من الجانحين فإنّ هذا الخلل ينعكس سلباً على الجانح الآخر، وعلى العصفور كلّه توزاناً وأداء. وعند الإنسان جانحان، بهما يطير، بهما يحلّق، بهما يعيش بسكينة وسلام وتطوّر. هذان الجانحان هما: العلم والفنّ. ليس العلم أفضل من الفنّ، ولا الفنّ أفضل من العلم. للعلم قيمة، وللفنّ قيمة. للعلم مساحة في الدّماغ، وللفنّ مساحة في الدّماغ. العلوم كثيرة كالطّبّ والزّراعة والاقتصاد والكيمياء... والفنون كثيرة كالرّسم والشّعر والأدب والتّمثيل».



وأكد راعي الاحتفال الفنان التّشكيلي علي شمس الدين أنه «لا يمكن للعملية التربوية السليمة، التي تهدف إلى بناء جيلٍ واع ومثقف، يتصدى لاحقاً إلى إعادة بناء وترميم هذا الوطن المقاوم والمثخن بالجراح، أن تنجح وترتفع إلى أهدافها السامية، إلا إذا حلّقت بجانحين، كما تفعل هذه المؤسسة التربوية اليوم»... جانح المعرفةِ العلمية والمعارف التي تضعنا على سكة التقدمِ المستمر، وتعزز قدرتنا على مواجهة التحديات الاقتصادية الاجتماعية المتنامية، وتؤهلُنا لأن نكون شعباً حرّاً مستقلاً مكتفياً بذاته، في السلم كما في الحرب. والجانح الثاني، جانح الثقافة الفنية، التي تُعتبرُ الوجهَ المشرق لأي حضارة إنسانية متسامية وعابرة للطوائف والقوميات والأديان، والتي تتضمن أجملَ ما أنتجه العقلُ البشري عبر العصور، وأعني بذلك، الموسيقى والشعر والرواية والفن التشكيلي».


أثناء تكريم المشاركين


بعد ذلك قدم سلطان ناصر الدين هدية تكريمية باسم أسرة ثانوية السفير إلى الفنان شمس الدين الذي قام برفقة حمود والحضور بجولة في أرجاء المعرض مطلعين على أعمال التلامذة الفنانين ومستمعين من كل منهم الى شرح حول اللوحات التي قاموا برسمها والفكرة أو الأفكار التي تناولتها، مبدين إعجابهم بمواهب وابداعات التلامذة الذين رسموا وطنهم تاريخاً وحضارات انطلقت منه منذ الحضارة الفينيقية التي أهدت العالم الحرف والأبجدية، ورسموه تراثاً وثقافةً وفنوناً وطبيعةً وخارطةً وعلماً، رسموه وطناً بحجم أحلامهم.