في هذه الرواية يشكل الموت الجزء الناقص من الحياة التي لا تكتمل إلا به والذي يتخذ أشكالاً شتى في حياة بطل الرواية، الذي سوف يمثل موته فضاءً مناسباً لاختراق عوالم أخرى أكثر اختلافاً وجاذبية.
بطل الرواية «معاذ» الذي وُلد يتيم الأم والأب والعائلة، تتولى تربيته قبيلة من الجن، ترسم له دائرة حياته؛ التي إذا ما حاول الخروج منها، ستصيبه لعنة الحياة، هذا ما أخبرته به «ملكة الجن» عندما علمت أنه بدأ العمل كمرافق شخصي لقاضٍ فاسد في «جمهورية البؤساء»، ولكنه لم يستمع لنصيحتها فكان مصيره السجن الذي ما إن خرج منه وعاد إلى حياته الطبيعية يدرس ويعمل حتى وقع في الحب الممنوع، لتظهر له هذه المرة أميرة من الجن كي تحذره بشدة. ولأنه لا يستطيع اعتزال الحب بإرادته، سيخوض تجربة تحرقه بنارها. ولأنه لا فرق بين الحياة والموت لمن عانى ما عانى في حياته، يشكل الموت حالة مختلفة لدى البطل، حالة تتحرر فيها روحه من جسده لتستقر في جسد آخر.
«مَوتٌ أزرَق» رؤية إبداعية تنزاح عن مألوف المفاهيم المعتادة حول الموت، سطر الكاتب أحداثها في فلك أسطوري ولكن ليس بمعزل عن الواقع، فهي رواية لا تخشى مواجهة الأسئلة الكبرى.