في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة جاهدة إلى انجاح «مقترح بايدن»، يُمعن الجيش الإسرائيلي في قصف قطاع غزة وتحديداً مدينة رفح، حيث احتدم القتال البري مع مقاتلي «حماس» أمس، بالتوازي مع اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة جنين ومخيّمها في الضفة الغربية فجراً ترافقه جرّافات ضخمة نفّذت عمليات تجريف واسعة للشوارع وتدمير البنى التحتية بحجة البحث عن عبوات ناسفة.
واستهدف قصف مدفعي عنيف وغارات جوّية مناطق عدّة في القطاع المدمّر، من بينها مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية، بحسب وكالة «فرانس برس»، فيما أعلنت «كتائب القسّام»، الجناح العسكري لـ»حماس»، أن عناصرها يخوضون قتالاً في الشوارع ضدّ الجنود الإسرائيليين في غرب رفح، حيث أفاد شهود عيان بإطلاق مروحيات «أباتشي» النار.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن جنوده «يواصلون عملياتهم المستهدفة في رفح»، مشيراً إلى أنهم «قضوا على عدد من الإرهابيين في قتال مباشر» الأربعاء. وتحدّث شهود عيان عن «ليلة (الأربعاء - الخميس) عنيفة للغاية» في رفح بسبب القصف والتوغّلات التي نفّذها جنود إسرائيليون.
ولفت شهود عيان إلى أن الجيش الإسرائيلي قصف المواصي، وهو ما نفاه الأخير أمس، في حين أكد الجيش أنه يواصل عملياته في وسط غزة، حيث انتشل الدفاع المدني 3 جثث في منزل تعرّض لقصف إسرائيلي في مخيّم النصيرات.
وفي الضفة الغربية، اقتحم الجيش الإسرائيلي مدينة جنين ومخيّمها ونفّذ عمليات تجريف واسعة للشوارع وتدمير البنى التحتية، في وقت كشف فيه تقرير لصحيفة «هآرتس» العبرية عن «تمويل حكومي لبؤر استيطانية في الضفة الغربية أقامها إرهابيون يخضعون لعقوبات أميركية وبريطانية».
ودمّرت القوات الإسرائيلية على الطريق ممتلكات لسكّان المخيّم، وأصابت أحد المواطنين بجروح، واعتقلت شابَين وفلسطينية بغرض الضغط على ابنها لكي يُسلّم نفسه. وبدأ الاقتحام فجراً بالإعلان أن المخيّم منطقة عسكرية مُغلقة، يحظر الدخول إليه أو الخروج منه.
وروى شهود عيان أن القوات الإسرائيلية دخلت المخيّم وأحد أحياء المدينة المجاور، بعدّة فرق عسكرية وعشرات الآليات، من عدّة مداخل، وعملت بمرافقة مروحيّتَين وطائرات مسيّرة، وقصفت من الجوّ درّاجة نارية في حي الجابريات. وشرعت القوات الإسرائيلية بعملية تدمير للبنية التحتية، بينما تمركز قنّاصة على أسطح عدد من المنازل وبداخلها.
وفي مدريد، أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي أصبح أحد أكثر الأصوات المنتقدة لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي، لمواقفه في شأن الحرب في غزة.
واعتبر أردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع سانشيز في قصر مونكلوا، مقرّ الحكومة الإسبانية، أن «القرار الذي اتخذته إسبانيا بالإعتراف بالدولة الفلسطينية مهمّ للغاية، وآمل في أن يكون عبرة للدول الأخرى»، منتقداً دعم واشنطن للحكومة الإسرائيلية. وقال: «موقف الولايات المتحدة يُحزننا بشدّة».
من جانبه، أبدى سانشيز «التزامه بتشجيع الدول الأوروبّية والغربية الأخرى على الإعتراف بالدولة الفلسطينية» لأنّها «الحلّ الوحيد الذي يُمكن أن يضمن السلام والأمن في الشرق الأوسط»، معتبراً أن «المجتمع الدولي ينظر في الاتجاه الآخر منذ فترة طويلة».
إقليميّاً، أعلنت وكالة «يو كاي أم تي أو» التي تُديرها البحرية البريطانية أن النيران اشتعلت في سفينة تجارية بعد تعرّضها لهجوم بمقذوفَين مجهولَين قبالة سواحل اليمن، في أحدث هجوم للمتمرّدين الحوثيين المدعومين من طهران.
وبحسب شركة «أمبري» الأمنية، فقد أُصيبت السفينة بصاروخ في خليج عدن، جنوب اليمن، ووجّهت الشركة نصيحة إلى «سفن الشحن التجارية بالبقاء بعيداً تماماً من السفينة المتضرّرة ووقف تحرّكات طاقمها»، مشيرةً إلى أن «السفينة تتوافق مع مواصفات الأهداف (المُعلن عنها) من قِبل الحوثيين».
وفي الشأن النووي الإيراني، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير اطّلعت عليه وكالة «رويترز» أن طهران سرّعت بتركيب مجموعتَين أخريَين من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في موقع فوردو، موضحةً أن إيران بدأت العمل على المزيد بينما تُخطّط أيضاً لتركيب مجموعات أخرى في محطّتها تحت الأرض في نطنز.
وجاء في التقرير السرّي الذي أرسلته الوكالة الذرية إلى الدول الأعضاء أمس أنه «في التاسع والعاشر من حزيران ... أبلغت إيران الوكالة بأنّها ستُركّب 8 مجموعات يحتوي كلّ منها على 174 جهاز طرد مركزي «آي آر-6» خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة، في الوحدة الأولى من محطة فوردو لتخصيب الوقود».
وأضاف التقرير: «في 11 حزيران 2024، تحققت الوكالة في محطة فوردو لتخصيب الوقود من أن إيران أكملت تركيب أجهزة الطرد المركزي «آي آر-6» في سلسلتَين في الوحدة الأولى. وكان تركيب هذا النوع من الأجهزة جارياً في 4 سلاسل أخرى»، في إشارة إلى أحد أكثر نماذج أجهزة الطرد المركزي تطوّراً في إيران.