رهان لفرانسوا بوسنيل: شغف القراءة مُعدٍ... "إذا قرأنا بصوت عالٍ"

شارك أكثر من 120 ألف تلميذ في فرنسا، من الصف السادس إلى الصف الثاني عشر، في التصفيات المؤهّلة للموسم الخامس من برنامج «إذا قرأنا بصوت عال» (Si on lisait à voix haute)، وهو برنامج ألعاب يقدّمه فرانسوا بوسنيل على شاشة «فرانس 5».

وفي الحلقة الأخيرة، يلتقي بوسنيل المتأهلين للتصفيات النهائية، في ثلاث فئات مختلفة: الصف السادس إلى الخامس، والصف الرابع إلى الثالث وطلاب المدارس الثانوية. ويتنافس المشتركون في كلّ فئة من الفئات الثلاث حول الكلمات وتجويداتها.

اكتشف كلّ من المشتركين النص الذي سيقرأه خلال المسابقة قبل أربع وعشرين ساعة. ولقراءة هذا النصّ القصير، استفاد المتنافسون من نصائح ثلاثة مدرّبين هم: الممثلة آن لواريه والممثل تيبولت دي مونتاليمبير والمؤلف والكاتب سليمان ديامانكا. ومن الواضح أن الثلاثة أخذوا دورهم على محمل الجدّ، وتابعوا مرشّحيهم قبل وأثناء الاختبار.

كذلك، في بداية النسخة الحاليّة من المسابقة، عبّر أعضاء لجنة التحكيم الأربعة عن اندهاشهم بجودة القراءات، ولذا، كانت مهمة الاختيار صعبة.

وإذا كانت الروائية سيسيل كولون والممثلة رشيدة براكني قد شاركتا في نسخات سابقة من هذه المسابقة، فهذه هي المرة الأولى بالنسبة ليان كويفيليك (الحائزة جائزة Goncourt عام 1985 عن كتابها Les Noces Barbares) والمغني مارك لافوين.

واستعارة من رموز المسابقات التلفزيونية الفرنسيّة، يتم تقديم كل شاب أو شابّة سريعاً، في محيطه العائلي، قبل أن يعرض أداءه.

غريغوري، وهو طالب في الصف السادس في جزيرة ريونيون، يفتتح هذا المهرجان من القراءة بمقتطف من كتاب Les Premières Histoires du Petit Nicolas، للثنائي جوسيني-سيمبي (IMAV، 2012). تتبعه جوان، قارئة كتاب L›Homme-Joie، لكريستيان بوبين (L›Iconoclaste، 2012)، وإلويز، التي تقرأ فقرة من كتاب «الأمير الصغير» (Le Petit Prince)، لأنطوان دو سانت إكزوبيري (1943).

أمّا في المجموعة الثانية، حيث يتنافس كلّ من آية وماتياس ولينا، فيعبّر هؤلاء القرّاء الصغار عن تقديرهم وحبّهم لأمسيات القراءة العائلية، لأن «القراءة تسمح لك ببناء نفسك»، على حدّ قولهم.

ويجسّد هؤلاء المراهقون شباباً نادراً ما نراه، وشغفهم للقراءة معدٍ بعض الشيء. لذا، ستشكّل المسابقة باقة ترضي كلّ الأذواق الأدبيّة من Comme un roman بقلم دانييل بيناك (جاليمارد، 1992)، إلى Sauve-toi la vie t›appelle، بقلم بوريس سيرولنيك (أوديل جاكوب، 2012)، ولكن أيضاً Jonathan Livingston le goéland بقلم ريتشارد باخ (فلماريون، 1973).

ويتساءل كثيرون: ماذا لو تبيّن أن اللعبة، في المستقبل – بعد أكثر من شهر بقليل من وفاة برنارد بيفوت – هي الصيغة الرابحة لتبادل متعة القراءة، بروح الدعابة، على شاشة التلفزيون؟ هذا هو رهان فرانسوا بوسنيل.