عام 2019 أعاد المرحوم ميشال مكتّف نشر جريدة «نداء الوطن» كقضية... قضية سيادة وكرامة لبنان، لا لهدف تجاري أو مادي، فهو لا ينقصه ما يطمع به صغار التجّار أو ما يسدّ به جشع عبّاد المال... قضية آمَن بها إيمانه بوطنه لبنان السيّد المستقل على الرغم ممّا يحيق به الماكرون من حقد ومؤامرات تفضي إلى إضعافه وشرذمة تكاتف مواطنيه بل كانت لرفع مكانته الدولية كما عهده العالم سابقاً.
القضية هذه جمعت بمكتف أصحاب خبرات جمّة من ذوي الأقلام الحرة التي لا تُشترى بمال ولا ترتهن لرغبات أشخاص تقودهم النيات المبيّتة، فكانت برئاسة تحريرها ورؤساء أقسامها التحريرية والإنتاجية منبراً صادحاً لكل مواطن شريف ومساحةً حرّة لكل مؤمن بحرية الرأي والتعبير.
منذ سنتين شاء القدر أن يتوفى المؤسس وأكملت القضية مشوارها تلبيةً لرغبته، وسارت على نفس النهج وروحه هائمة بيننا متمسكين بعزم الإرادة والإيمان بها، ولم تمت القضية.
وكما كل المؤسسات في وضع لبنان الاقتصادي الحالي، لا بد من عثرات اعترضت طريقنا فتخطيناها بعزم وإصرار على أمل قيامة وخلاص لبنان، لكن الظروف كانت أقوى من أن نواجه خطر التعثر المالي كما العديد من المؤسسات في لبنان.
نعم توقفت «نداء الوطن» عن الصدور اليوم لكن قضيتها لن تتوقف وسنبقى متحلّين بعزمنا وإرادتنا لمتابعة المسير بهذه القضية إن عبر مواقع ومنابر أخرى، وبذلك لن تموت القضية مرة ثانية.
من جهة أخرى تهافتت بعض الأقلام الرخيصة من أصحاب النفوس الضعيفة وبعض الشامتين ممّن كانوا يحلمون بتحقيق ما وصلت إليه «نداء الوطن» في فترتها الزمنية القليلة من ارتقاء مستوى الصحافة المكتوبة، والتي يشهد عليها نظامنا السياسي والقضائي والاجتماعي بكل فئاته.
فهنيئاً لنا مكانتنا البائنة وبئس الحاقدين.
«نداء الوطن» قضية لن تموت مرتين وستعود أقوى كما توقفت وعادت من قبل.