لزيادة سعادتكِ خصّصي الوقت اللازم للإعتراف بنجاحاتك

02 : 00

نُظّمت مؤخراً ورشة عمل حول "علم النفس الإيجابي في مكان العمل" في الولايات المتحدة، وكانت تلك المناسبة فرصة مدهشة للتذكير بالعوامل المثبتة لزيادة السعادة.

تعلّق أحد التمارين التي طلبتُها من المشاركات في الحصة بتخصيص الوقت للتفكير بنجاحاتهن. متى كانت آخر مرة قمتِ بها بذلك؟

إذا كنتِ امرأة "طبيعية"، بمعنى أنك تنشغلين طوال الوقت بمهام متعددة، يعني ذلك على الأرجح أنك لا تخصصين الوقت اللازم لتخيّل نفسك وأنت تتلقين الإشادة من الآخرين وبدرجة أقل من نفسك.ابدئي بفعل ذلك فوراً! تخيلي نفسك وأنت تتجولين على مسرح، داخل قاعة فيها مئات الأشخاص الذين تعرفينهم طوال حياتك: أفراد عائلتك، أصدقاء، زملاء في العمل، أرباب العمل... تخيلي أنك ترتدين ثوب تخرّج زهري اللون وأن مقدم الحفل يطلب من الجميع الوقوف فيما تمرّين على المسرح. فيصفّق الحضور بحرارة فيما تسمعين لائحة إنجازاتك في أنحاء القاعة: "ثم تخلت سميرة عن تلك العلاقة الشائبة ونالت شهادتها الجامعية". (تصفيق حار!).

تشمل الشهادة التي تتلقينها لائحة بجميع إنجازاتك. ها أنتِ تقفين هناك وتبتسمين فيما ترتدين ثوبك المفضل ولا يتوقف أصدقاؤك وأفراد عائلتك عن التصفيق. حتى أنك تسمعين صفارات وصيحات تشجيعية وتصفيقاً متزايداً وتقفين هناك بكل فخر.

تكشف الأبحاث أن تقدير قيمة الإنجازات الشخصية جزء مهم من السعادة على المدى الطويل. إليك تمريناً يقتصر على دقيقتين لمساعدتك على تحقيق هذا الهدف.

ملاحظة قبل بدء التمرين: راقبي كلامك الداخلي مع نفسك! يميل عدد كبير من الأشخاص اللطفاء والمحبّين إلى استعمال أسلوب نقدي للتكلم مع نفسهم. يكون صوتنا الداخلي قاسياً علينا في حالات مماثلة، فنضطر للتعامل مع ملاحظات مؤلمة مع أنها ترتكز في معظم الأحيان على أفكارنا الخاصة. إنها نزعة فطرية ضارة ولا يمكن تغييرها إلا مع مرور الوقت.

خلال تمرين تعداد الإنجازات الذي يمتد على دقيقتين إذاً، يجب أن تكوني لطيفة مع نفسك. يمكنك أن تستكشفي إنجازاتك في الخطوات التي تقومين بها، أو الأماكن التي تقصدينها، أو المسائل التي تتعلمينها، أو حتى في الخوف الذي تواجهينه. كذلك، يجب أن تقيسي مستوى إنجازاتك انطلاقاً من مكانتك السابقة وصولاً إلى مكانتك الراهنة بدل أن تتّكلي على الأنماط التقليدية لمفهوم "الإنجاز". إذا نشأتِ في أسرة شائبة مثلاً، وواجهتِ مشاكل الإدمان من دون أن تتلقي أي دعم، سيكون نيل الشهادة الثانوية إنجازاً مدهشــاً.

تــمــريــن تــعــداد الإنــجــازات

إجلسي في مكان هادئ واكتبي بخط يدك أجوبة على الأسئلة التالية:

ما هي المسائل التي حققتُها وكنت أرغب فيها من كل قلبي منذ طفولتي؟ (تأسيس عائلة؟ عمل ناجح؟ العيش في مدينة كبيرة؟ استئجار شقة؟ العمل في مجال المحاسبة؟ هل حققتِ أياً من هذه الأهداف؟).

على أي مستويات أعتبر نفسي أقوى أو أذكى مما كنت عليه نتيجة العلاقات التي عشتُها في حياتي؟

ما الذي تعلّمتُه من أقسى عمل أو ظرف مررتُ به؟

بأي طرق طبّقتُ المسائل التي تعلّمتُها؟

ما هي أصعب المسائل التي كنت أكره التفكير فيها ومع ذلك اضطررت لفعلها؟

عند تذكّر مسار السنوات الخمس الماضية، ما الذي أنجزتُه من القرارات التي أردت تحقيقها؟

دوّني عبارة أو مجموعة من الكلمات التشجيعية مثل: "أحسنتِ يا سميرة. لقد تعلمتِ الكثير. أنا فخورة بك". ثم هنئي نفسك!

يمكنك أن تطبّقي هذا التمرين مع أحد أصدقائك. أحياناً، قد يساعدك الأصدقاء على رؤية إنجازاتك أكثر مما ترينها بنفسك. في إحدى المرات، سمعتُ صديقة لي وهي تستخف بتجربتها الجامعية فقالت: "لقد دخنتُ كمية هائلة من المخدرات حينها!". لكني قلتُ لها: "صحيح، لكنك عملت في ثلاث وظائف ودفعت مصاريف الجامعة بنفسك وتحمّلت وفاة والدك. إنها إنجازات كبرى"! فابتسمت وقالت: "حين تُعددين ما فعلتُه بهذه الطريقة، تبدو إنجازاتي كبيرة فعلاً...".

تعاملي مع نفسك بهذه الطريقة إذاً واهتمي بشؤونك دوماً بأفضل طريقة ممكنة!


MISS 3