في عالم كرة القدم الذي يعجّ بالمواهب، لا يظهر النجوم إلّا بعد أن يثبتوا جدارتهم ويكسروا الحواجز. ومن بين هؤلاء الموهوبين يبرز اسم الشاب اللبناني الكولومبي سامي مرهج، الذي أصبح محط أنظار المتابعين والمحللين الرياضيين على حدّ سواء في فترة قصيرة. في سن مبكرة، استطاع مرهج أن يترك بصمة واضحة في مسيرته، وأن يحقق حلمه في تمثيل منتخب لبنان في المحافل الرياضية.
ولد سامي مرهج في مدينة بيريرا الكولومبية، لكن جذوره اللبنانية جعلته يختار لبنان نقطة انطلاقه الأولى في عالم كرة القدم. بدأ مسيرته مع نادي السلام زغرتا اللبناني في سن السابعة، حيث أظهر مهارات استثنائية في اللعب، ما دفع المدرّبين إلى منحه الفرصة لإظهار إمكانياته في ملاعب الكرة. كانت تلك البداية فقط، حيث لم يكن يطمح إلّا للعب في أعلى المستويات، وها هو اليوم يلعب في الدوري الكولومبي، بعدما مرّ بعدد من المحطات الاحترافية في إسبانيا والأرجنتين.
انتقل سامي إلى إسبانيا، حيث لعب مع فرق مثل "لا مارسيه"، "سانت كوجات إف سي"، و "كورنيلا إف سي"، حيث اكتسب خبرة كبيرة في الملاعب الأوروبية. هذه التجربة الأوروبية كانت بداية صقل مهاراته، لكن محطته التالية كانت في كولومبيا، حيث انضمّ إلى نادي "فارغاس إي فيرفيسكاس إيباغي"، ومن ثم إلى "روزاريو سنترال" في الأرجنتين. اليوم، يرتدي سامي قميص ديبورتيفو بيريرا في الدوري الكولومبي، ويواصل إبراز موهبته مع الفريق.
التألق مع منتخب لبنان
عندما يتعلق الأمر بالمنتخبات، كان حلم سامي مرهج الكبير هو أن يُمثل منتخب لبنان على الساحة الدولية. وها هو الحلم يتحقق بعد أن تم استدعاؤه للانضمام إلى المنتخب اللبناني الأول. في تصريح له لـ "نداء الوطن"، عبّر مرهج عن سعادته البالغة قائلاً: "هذا حلم تحقق. اللعب للمنتخب الوطني كان دائماً هدفاً أسعى لتحقيقه. أشعر بالامتنان لكل من آمن بقدراتي واستدعاني إلى المنتخب، وخاصة الطاقم الفني".
هذا الإنجاز لا يعدّ مجرد خطوة في مسيرته، بل يعدّ فخراً لكل لبناني يشاهد لاعبه الشاب وهو يحقق إنجازات لم يكن الكثيرون يتوقعونها في بداية مسيرته. سامي شارك في معسكر واحد مع المنتخب اللبناني الأول، وسجل هدفين في ثاني ظهور له كبديل، وهو ما جعل مدربيه وزملاءه في الفريق يشيدون بإمكاناته الكبيرة.
الإلهام والطموح
سامي مرهج ليس مجرّد لاعب كرة قدم موهوب، بل هو نموذج حي للاعب الذي يمتلك الطموح والإصرار. هذا الشاب الكولومبي-اللبناني لم يتوقف عند حدود التحدّيات، بل سعى دائماً للأفضل. في حديثه عن مستقبله، أكد سامي رغبته الكبيرة في الانتقال إلى أوروبا خلال السنتين المقبلتين، حيث يرى أن اللعب في الدوريات الأوروبية الكبرى هو الخطوة التالية في مسيرته الاحترافية. هذه الرغبة ليست مجرد حلم بعيد المنال، بل هي نتيجة عمل دؤوب وموهبة فذة تدعمه لتحقيق هذه الطموحات.
وفي ما يخصّ مستقبل الكرة اللبنانية، يعبّر مرهج عن تفاؤله الكبير، مشيراً إلى أن المنتخب اللبناني مليء باللاعبين المميزين الذين يمتلكون القدرة على تحقيق نقلة نوعية في كرة القدم. "أنا متفائل جداً بمستقبل كرة القدم في لبنان وخاصة مع المنتخب. أعرف العديد من اللاعبين المميزين الذين لعبت معهم في منتخب تحت الـ 20 عاماً، وهم قادرون على إحداث الفارق"، يقول سامي بحماسة.
إلهام النجوم الكبار: هالاند ورونالدو
مثل العديد من اللاعبين الطموحين، يجد سامي مرهج إلهامه في كبار اللاعبين العالميين. وفي مقدّمهم النجم النرويجي إرلينغ هالاند، الذي يعدّ بالنسبة له قدوة في أسلوب اللعب والاحترافية. إلى جانب هالاند، يُعجب مرهج أيضاً بكريستيانو رونالدو، الذي يعتبره مصدراً للإلهام من حيث القوة البدنية والانضباط في العمل. يؤمن سامي أن هذا النوع من اللاعبين يمثل المثل الأعلى له، ويعكس طموحه في أن يصبح نجماً عالمياً في المستقبل.
الفلسفة الكروية: "الانتصار أو لا شيء"
رغم مهاراته الكبيرة وطموحاته العالية، إلّا أن سامي يظل ملتزماً بفلسفته الخاصة في اللعبة: "ليس لديّ ما أخسره. ألعب من أجل الفوز فقط"، يقول مرهج بكل ثقة. هذه الفلسفة تمثل شخصية سامي في الملعب، فهو لا يخشى مواجهة التحديات، بل يسعى دائماً لتحقيق الانتصارات.
سامي مرهج ليس مجرّد لاعب كرة قدم، بل هو رمز للأمل والتفاؤل لجيل جديد من اللاعبين اللبنانيين. من خلال موهبته، وطموحاته العالية، ونجاحاته مع المنتخب اللبناني، يبدو أن سامي مرهج سيكون أحد الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم. ومع تألقه المستمرّ في الدوري الكولومبي، وتطلّعه للعب في أوروبا، فإنّ الطريق أمامه مفتوح لتحقيق المزيد من الإنجازات التي ستظلّ في ذاكرة الكرة اللبنانية لسنوات طويلة.