محمد دهشة

... واستعداد فلسطيني لاستئنـاف الاحتجاجات

14 آب 2019

01 : 02

المفتي سوسان في خطبة العيد: الفلسطيني لم يأت إلينا سائحاً

أبلغت مصادر فلسطينية "نداء الوطن"، أن الحراك السياسي والشعبي والشبابي الفلسطيني سيتواصل مجدداً بعد انتهاء عطلة عيد الاضحى وبزخم أقوى، بعد موقف وزير العمل كميل أبو سليمان في ما يتعلق بتطبيق قانون اليد العاملة غير اللبنانية، وضرورة حصول المؤسسات والعمال الفلسطينيين في لبنان على "إجازة عمل"، بأنه "لا يمكن وقف تطبيق قانون العمل بقرار من مجلس الوزراء أو كف يد وزير عن ممارسة صلاحياته". هذا الموقف اللافت، أعاد الاتصالات واللقاءات الفلسطينية إلى المربع الأول بعد مرحلة من التهدئة في التحركات الاحتجاجية لجهة المسيرات والاعتصام والوقفات التضامنية والاضرابات العامة والاقفال التام لمداخل المخيمات بالاطارات المشتعلة، بعدما تلقى الفلسطينيون "تطمينات لبنانية" من جهات نافذة وخصوصاً رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري، بإيجاد "تسوية" لهذا القرار في مجلس الوزراء، بحيث تتم إحالته إليه لاتخاذ القرار المناسب وعدم تحميل الوزير أبو سليمان تبعاته.

وترفض القوى السياسية الفلسطينية، أن يدفع أبناء المخيمات في لبنان ثمن المناكفات والخلافات اللبنانية لجهة الحسابات السياسية في بعض القضايا، في ظل "التسوية" التي جرت على خلفية أحداث الجبل في "قبرشمون"، متسائلةً عن الأسباب التي دفعت أبو سليمان إلى إعلان هذا الموقف رغم أنه جرى التداول به مراراً، وتؤكد ضرورة الالتزام بما تم الاتفاق عليه في "الرؤية اللبنانية الموحدة لقضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان" وأي اتفاق عبر لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني.

في المقابل، من المتوقع أن يستمر الحراك الشعبي في مخيم عين الحلوة، احتجاجاً على قرار وزارة العمل، حيث تجري القوى الفلسطينية اتصالات لعقد اجتماع موسع واتخاذ قرار موحد بشأن التطور الجديد، فيما الحراك الشعبي والشبابي والمدني بدأ استعدادته لتنظيم سلسلة من الوقفات الاحتجاجية. ورفض اتحاد نقابات عمال فلسطين في لبنان تصاريح الوزير أبو سليمان التي اعتبر أنّ "من شأنها تأجيج حالة الغضب والاحتقان الفلسطيني والمواقف اللبنانية المُطالبة بوقف الإجراءات، والداعمة لشعبنا وحقوقه الانسانية". ودعا في بيان إلى "تصعيد التحركات الشعبية بطابعها الديموقراطي السلمي والحضاري كما هي عليه، والحكومة اللبنانية الى اتخاذ قرار بوقف إجراءات وزارة العمل، وإلغاء إجازة العمل نظراً لانعكاساتها السلبية على شعبنا، بصفتهم لاجئين، وتسريع الحوار اللبناني - الفلسطيني، في إطار لجنة الحوار ومجموعتي العمل، لإصدار تشريعات قانونية تضمن لشعبنا الحق الثابت بالعمل من دون إجازة عمل والإفادة من الضمان، وحقه بالتملك وإقرار الحقوق الانسانية كافة دعماً لنضال شعبنا من أجل العودة".

لبنانياً، تحوّل عيد الأضحى في صيدا إلى مناسبة لتجديد الدعم للشعب الفلسطيني وحقه في إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية وحق التملك والعمل من دون "إجازة"، وقد عبّر عن ذلك مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، في خطبة العيد في مسجد الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا، حيث أكد "موقف صيدا الثابث في دعم القضية الفلسطينية وشعبها اللاجئ"، مؤكداً أنّ "صيدا تقف معهم في حقوقهم الوطنية، وفي مقدّمها حق العودة إلى الأرض وإلى الوطن، تقف معهم ضد التوطين والتهجير والتذويب، تقف معهم في حقوقهم الانسانية والاجتماعية فمن حق هذا الشعب أن يعيش في كرامة الحياة الانسانية، فمن حق الإنسان الفلسطيني أن يعيش في ظل كرامة الحياة التي أرادها الله للانسان من دون عنصرية، أو عصبية، أو مذهبية، أو طائفية، فالفلسطيني يرفض التوطين كما نرفضه وأنه لم يترك فلسطين برضاه ورغبته ولم يأت إلينا سائحاً أو زائراً وإنما أرغم على ترك فلسطين ونحن معه أن يعود إليها ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فمهلاً يا معالي الوزير".


MISS 3