كانت لافتة زيارة سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو بداية هذا الأسبوع إلى كابول، حيث التقى مسؤولين في حكومة "طالبان" وأبلغهم بأن موسكو تريد المساعدة في تحقيق سلام دائم في البلاد، داعياً الولايات المتحدة إلى الاضطلاع بدور قيادي في إعادة إعمار أفغانستان بعد تدخلها العسكري فيها.
وترأس شويغو وفداً روسيّاً رفيعاً أجرى محادثات مع كبار المسؤولين في "الإمارة الإسلامية"، كما يحلو لـ "طالبان" تسميتها، يتقدّمهم نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الغني برادر.
وأبدى شويغو استعداد روسيا "لإجراء حوار سياسي بنّاء بين بلدينا... لتوفير زخم لعملية مصالحة بين الأفغان"، مشيراً إلى أن واشنطن "تسرق كلّ من حولها". وشدّد على "إعادة الأصول والأموال التي تخصّ الأفغان والتي يبدو أنها لن تعود قريباً".
وذكرت وكالات روسية أن زعماء "طالبان" طلبوا من شويغو المساعدة في تخفيف الضغوط الناجمة عن العقوبات الأميركية، فيما أشار شويغو إلى التعاون في استخراج المعادن باعتباره مثالاً رئيسيّاً على تعاون اقتصادي مقترح بين البلدَين.
كما أبلغ نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرتشوك، مسؤولي "طالبان"، بأن موسكو تريد المشاركة في مشروع لإنشاء خط للسكك الحديدية عبر أفغانستان.
من ناحيته، لفت برادر إلى أن إدارة "طالبان" تحتاج إلى مساعدة موسكو لتخفيف عبء العقوبات الغربية، مشيراً إلى أنّه "نحاول تهيئة الظروف اللازمة لنموّ صادرات السلع الأفغانية والاستثمار الأجنبي"، وفق الوكالات.
وجاء في بيان لمكتب برادر أن شويغو "أعرب عن اهتمام روسيا برفع مستوى التعاون الثنائي مع أفغانستان"، موضحاً أن المسؤول الروسي أعلن أن روسيا ستشطب اسم "الإمارة الإسلامية" من اللائحة السوداء "من أجل توسيع نطاق العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدَين".
وفي هذا الصدد، أوضح الكرملين أن روسيا تعتبر زيادة التواصل مع قادة "طالبان" في أفغانستان أمراً بالغ الأهمية لأن الحركة تدير البلاد، لافتاً إلى أن موسكو لم تتخذ قراراً بعد في شأن حذف "طالبان" رسميّاً من لائحة روسيا للجماعات الإرهابية.
وفي دلالة إضافية على إمعان سلطات "طالبان" في انتهاك الحرّيات، كشفت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان أن "طالبان" اعتقلت 256 صحافيّاً بشكل تعسّفي وعذّبت 130 آخرين وأساءت معاملتهم، كما هدّدت 75 صحافيّاً ورهّبتهم، وذلك منذ سيطرتها على السلطة قبل ثلاث سنوات. وطالبت البعثة السلطات الأفغانية بحماية وسائل الإعلام.