لطالما كانت كرة القدم مصدر فرح وشغف للملايين، لكنها شهدت أيضاً لحظات مأسوية انتهت بكوارث أودت بحياة المئات. نستعرض في ما يلي أبرز هذه الحوادث التي تركت بصمتها السوداء في تاريخ اللعبة:
إندونيسيا – 2 تشرين الأول 2022
خلال مباراة بين أريما وبيرسيبايا سورابايا، اجتاح مشجعو أريما الملعب بعد الخسارة. استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الجماهير، ما أدى إلى تدافع أسفر عن وفاة 125 شخصاً وإصابة أكثر من 320 آخرين. تعدّ هذه الحادثة واحدة من أسوأ الكوارث في آسيا.
مصر – 1 شباط 2012
انتهت مباراة بين ناديي المصري والأهلي بفاجعة سقط ضحيتها 74 مشجعاً على الأقل من مشجعي الأهلي، إضافة إلى إصابة أكثر من ألف شخص. الهجوم الذي شنته بعض الجماهير باستخدام أسلحة بيضاء وسط إغلاق الأبواب وانطفاء الأضواء، أدى إلى تدافع مميت ترك أثراً عميقاً في الرياضة المصرية والعربية. وتسببت ما تعرف بـ "مذبحة بورسعيد" في إيقاف الدوري المصري وغياب الجماهير بكامل عددها عن الملاعب.
بيرو – 24 أيار 1964
شهد ملعب "استاديو ناسيونال" في ليما حادثة هي الأكثر دموية في تاريخ كرة القدم. خلال مباراة بين بيرو والأرجنتين ضمن تصفيات أولمبياد طوكيو 1964، اجتاح مشجعو بيرو الملعب اعتراضاً على قرار تحكيمي. أدى تدخل الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع إلى تدافع ودهس، ما أسفر عن مقتل 327 شخصاً وإصابة المئات.
غانا – 9 أيار 2001
في مباراة بين فريقي هارتس أوف أوك وأشانتي كوتوكو، اندلعت اشتباكات عنيفة في مدرجات ملعب أكرا بعد احتجاج الجماهير على قرارات الحكم. تدخلت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع، ما تسبب في تدافع أودى بحياة 130 شخصاً وإصابة العديد. تعدّ هذه الحادثة الأسوأ في تاريخ كرة القدم الأفريقية، وتسببت آنذاك في إلغاء مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم لأجل غير مسمّى.
جنوب أفريقيا – 11 نيسان 2001
فارق 43 شخصاً على الأقل الحياة سحقاً حين حاول مشجعون اقتحام ملعب إيليس بارك خلال مباراة قمة في دوري جنوب أفريقيا.
بريطانيا – 15 نيسان 1989
شهد ملعب هيلزبره في شيفيلد مأساة مؤلمة خلال مباراة بين ليفربول ونوتنغهام فورست في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي. أدى الاكتظاظ في المدرجات إلى تدافع ودهس تسبّبا في وفاة 96 مشجعاً وإصابة العديد، ما دفع إلى تغييرات جوهرية في معايير السلامة بالملاعب البريطانية.
بلجيكا – 29 أيار 1985
قبل انطلاق نهائي كأس أوروبا بين يوفنتوس وليفربول، شهد ملعب هيسل في بروكسل تدافعاً عنيفاً بين الجماهير، ما أدى إلى انهيار جزء من المدرجات ومقتل 39 شخصاً وإصابة أكثر من 600.
روسيا – 20 تشرين الأول 1982
خلال مباراة في كأس الاتحاد الأوروبي بين سبارتاك موسكو وهارلم الهولندي، وقع تدافع عند أحد مخارج ملعب لوجنيكي أدى إلى وفاة 66 شخصاً وفقاً للأرقام الرسمية، رغم أن التقارير غير المؤكدة تشير إلى أن العدد قد يكون أكبر بكثير، وصولاً إلى 340 ضحية.
الأرجنتين – 23 حزيران 1968
بعد المباراة بين ريفر بليت وبوكا جونيورز على ملعب مونومينتال، تسبّب تدافع عند البوابة رقم 12 في وفاة 71 مشجعاً وإصابة 150 آخرين. الحادثة لا تزال محاطة بالغموض، لكنها تظلّ من أبرز مآسي كرة القدم في أميركا الجنوبية.
تركيا – 17 أيلول 1967
شهدت مباراة محلية بين قيصري إيرسي سبور وسيفاس سبور أعمال عنف متبادلة بين الجماهير، أدت إلى مقتل 44 مشجعاً وإصابة المئات. امتدت الاشتباكات إلى خارج الملعب، ما دفع السلطات إلى فرض قيود مشددة على التنقل بين المدينتين.
هذه الحوادث المأسوية لم تكن مجرد لحظات عابرة في تاريخ كرة القدم، بل دروس قاسية دفعت إلى تغييرات جذرية في إجراءات الأمن والسلامة داخل الملاعب. ورغم أن شغف الجماهير يظل روح اللعبة، فإن الحفاظ على الأرواح يجب أن يبقى دائماً أولوية قصوى، لضمان أن تبقى كرة القدم مساحة للفرح والتنافس النزيه، لا مسرحاً للمآسي.