غايال خوري

لبنان يُعيد الحياة إلى ملاعِبِه مع استئناف مواسم الدّرجة الأولى

الرّياضة اللّبنانيّة بعد الحرب: رمزٌ للأمل والوحدة الوطنيّة

بعد أشهرٍ قاسيةٍ مرّت على لبنان بسبب العدوان الإسرائيليّ، الّذي ألحق أضراراً جسيمةً بالبشر والحجر، تستعدّ الاتّحادات الرّياضيّة اللّبنانيّة لإطلاق صافرة البداية لمواسمٍ طال انتظارها. إذ يعود موسم الدّرجة الأولى لكرة القدم للرّجال، وموسم الدّرجة الأولى لكرة السّلة للرّجال والسيّدات، إلى السّاحة، بعد تأجيلهما بسبب الحرب، كرسالة تدلّ على صمود الشّعب اللّبنانيّ في وجه المصاعب.


في خضمِّ الحرب، تجلّت وحدة الشّعب اللّبنانيّ بأبهى صورها، حيث أظهر أبناء هذا الوطن قوّةً استثنائيّةً في مواجهة المِحَنِ، حيث تضامنت كلّ المكوّنات اللّبنانية، متخطّيةً كلّ الانقسامات الحزبيّة والطّائفيّة والمناطقيّة، ووقفت كتفاً إلى كتفٍ لحماية بعضها البعض وتقديم الدّعم والمساندة. فعودة الرّياضةِ اليوم، تشكّلُ فرصةً حقيقيّةً لتعزيز الرّوابط الإنسانيّة وتضميد جراح الوطن.


وعن الرّياضة في لبنان، فهي ليست مجرّد لعبة تنافسيّة، بل قصّة أملٍ ووطنيّة. فعلى أرض الملاعب، تلاقت قلوب اللّاعبين والجماهير، لترسم لوحةً ملهمةً من التّضامن والانتماء الوطنيّ.


كما شكّلت مباريات المنتخب الوطنيّ محطّاتٍ استثنائيةً، جمعت اللّبنانيّين حول حلمٍ واحدٍ، ينبض بالفخر، وجسّدت قدرة هذا الوطن على تجاوز العراقيل.


قرار استئناف البطولات الرّياضيّة إذاً بعد أشهرٍ من الحرب الإسرائيليّة على لبنان، يحمل بُعداً يتجاوز حدود الدّوريّات المحليّة، إذ يجسّد أملاً في التّعافي واستعادة التّماسك الوطنيّ. هذه الخطوة ليست مجرّد عودة سطحيّة للرّياضة، بل هي دعوة لجمع القلوب، إلهام الأفراد، وتأكيد قدرة لبنان على النّهوض أقوى، لتكون الرّياضة رمزاً للصّمود ومحفّزاً للتّجديد والبناء.