الخليل : وضع حدّ لنزاعات تمزّق المنطقة ولبنان

نتأمل في دروس السنوات العشرين الماضية

أكّد وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، أهميّة "وضع حدّ للنزاعات التي تُمزق الشرق الأوسط وبينه لبنان، بغية تحقيق سبل عيش مستدامة لشعوبه، ولتكون مؤسساته من خلال الحوكمة الرشيدة أكثر استعداداً لمواجهة تحديات الغد لبناء اقتصاد فعّال ومُنتج، من خلال مكافحة الفساد وتعزيز الاقتصاد غير الرسمي، ومعالجة تغيير المناخ والحدّ من التمييز ودعم المساواة بين الجنسين، والتكيف مع العالم المتطور للذكاء الاصطناعي، وخلق فرص عمل للشباب وغيرها من التحديات".


كلام الخليل جاء في الكلمة التي ألقاها مُترئساً وفد وزارة المالية في العيد العشرين لإنشاء المركز الإقليمي للمساعدة الفنية التابع لصندوق النقد الدولي METAC المنعقد في القاهرة، والذي يشارك فيه نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي وخبراء مختصون في مجالات السياسات الضريبية وتعبئة الموارد المحلية وتحقيق التوازن بين اعتبارات الكفاءة والإنصاف.


وقال الخليل: "يشرفني أن أشارككم اليوم الاحتفال في الذكرى العشرين لتأسيس مركز المساعدة الفنية لمنطقة الشرق الأوسط (METAC).


على مدار عقديْن من الزمن، لعب المركز دوراً محوريّاً في نشر المعرفة، وكان عاملاً حاسماً في تعزيز القدرات المؤسسية وصنع السياسات في المنطقة، في مجالات مثل موازنات الحكومات، الأنظمة المصرفيّة، والتخطيط الإقتصادي".


أضاف: "منذ اليوم الأول، يفتخر لبنان بأن يكون موطن METAC، حيث يُجسد ليس فقط موقعه الجغرافي، ورأس ماله البشري النابض بالحياة، بل الأهمّ من ذلك، تاريخه العريق في جمع الناس معاً، وإيمانه القوي ببناء الجسور والشراكات الإقليميّة لدعم التقدّم والتنمية في المنطقة ككلّ"، مؤكّداً أنّه "على مرّ السنين، بنى لبنان علاقات قويّة مع METAC، استفاد من مساعدة تقنيّة لا تُقدّر بثمن، مُستمرّة وواسعة النطاق، وفي الوقت ذاته أغنى المؤسسة بالخبرات الوطنية، وشارك تجاربه العمليّة مع نظرائه في المنطقة".


وأشار إلى أنّه "والأهمّ من ذلك، منذ إنشائه في عام 2004، وخلال العديد من التحدّيات التي واجهها لبنان منذ ذلك الحين، كان الوجود المستمرّ لـ METAC في لبنان له دور أساسي وقيمة عالية. وهو دليل على مرونة المؤسسة والتزامها بتنفيذ مهمتها رغم المصاعب وحتى في أصعب الأوقات".

وتابع: "اليوم، وبينما نُواجه تعدّد الأزمات والنزاعات، تصبح أهميّة METAC أكبر من أي وقت مضى. في هذه المنطقة المضطربة، يعد METAC منارة للمعرفة، وحجر الزاوية لإعادة بناء المؤسسات الضعيفة والقدرات المتضرّرة".


وشدّد على ضرورة "تحقيق السلام، ووضع حدّ لكل النزاعات التي تُمزق الشرق الأوسط، وتحقيق سبل عيش مستدامة لشعوبنا"، وقال: "نعتمد على METAC لتكون مؤسساتنا أكثر استعداداً لمواجهة تحدّيات الغد: مكافحة الفساد والاقتصاد غير الرسمي، معالجة تغيّر المناخ، الحدّ من التمييز، دعم المساواة بين الجنسيْن، التكيّف مع العالم المتطوّر للذكاء الإصطناعي، مواجهة تزايد أعداد الشباب وخلق فرص العمل، وغيرها من التحديّات".

ودعا الخليل "في هذا المنعطف الهام في تاريخ المنطقة"، إلى أنْ "نتأمل في دروس السنوات العشرين الماضية، لنبني على الإنجازات، ونسعى لتجاوز التحدّيات وخلق مستقبل أكثر إشراقاً للجميع".