بعد أيام من انتهاء جولة خارجية للرئيس التايواني لاي تشينغ تي، شملت مناطق أميركية، يبدو أن بكين التي دانت الجولة بشدّة "قاصصت" الجزيرة بتنفيذها "استعراضاً" عسكريّاً هائلاً، إذ تحدّثت تايوان أمس عن أنها تواجه انتشاراً بحرياً ضخماً من الصين قرب مياهها، أكبر من ذاك الذي واجهته في آب 2022، ردّاً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي لتايبيه.
وبعدما رفعت الدفاع التايوانية الإثنين مستوى التأهب إثر تأكيدها أن الصين قيّدت المجال الجوّي ونشرت سفناً بحرية وقوات من خفر السواحل، أفاد مصدر أمني تايواني لوكالة "رويترز" أمس بأنّ حوالى 90 سفينة تابعة للبحرية وخفر السواحل الصيني لا تزال في المياه القريبة من تايوان والجزر اليابانية الجنوبية وبحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، لافتاً إلى أن الصين أرسلت سفناً عسكرية من قياداتها الشمالية والشرقية والجنوبية.
ورصدت الدفاع التايوانية بين الإثنين والثلثاء 47 طائرة عسكرية و12 سفينة حربية صينية حول الجزيرة، فيما أشار ضابط الاستخبارات التايوانية هسيه جيه شنغ إلى أن الأنشطة العسكرية الصينية الحالية في المنطقة زادت بشكل ملحوظ خلال الساعات الـ 24 المنصرمة في المياه الواقعة شمال تايوان، لكنها لا تستهدف تايوان فحسب، بل تشمل أيضاً دولاً أخرى في المنطقة، محذراً من أن عدد السفن البحرية وسفن خفر السواحل التابعة للصين "مُثير للقلق للغاية".
ويأتي ذلك بعدما تعهّدت بكين الإثنين "الدفاع بشدّة" عن سيادتها، مؤكّدةً أنّ تايوان "جزء لا يتجزأ" من أراضيها، إثر زيارة لاي لغوام وهاواي الأميركيّتين، بينما رصدت تايبيه في اليوم نفسه سفناً صينية تبحر بالقرب من مضيق تايوان وفي المحيط الهادئ، مؤكداً أنها شاركت في "مناورات تحضيرية للقتال" ردّاً على ذلك.
وفي هذا الإطار، شجب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من طوكيو أمس، تحرّكات الصين حول الجزيرة، لافتاً إلى أنه "الآن ندرك التحدّيات لتحقيق السلام والاستقرار في آسيا والمحيط الهادئ والعالم، ويشمل ذلك سلوك جمهورية الصين الشعبية في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي وأماكن أخرى في المنطقة". وشدّد على أنه "نواجه هذه التحدّيات بثقة وتصميم ونظلّ ملتزمين بدفع تعاوننا الثلاثي التاريخي".
وكانت جولة لاي في المحيط الهادئ أوّل رحلة خارجية له منذ تولّيه منصبه في أيار. وخلال جولته، أجرى لاي مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، ما أثار غضب بكين. وتتهم الصين لاي، مثل الرئيسة السابقة تساي إنغ وين، بالرغبة في تعميق الانفصال السياسي والثقافي مع الصين، مندّدةً بالتصرّفات "الانفصالية".