البارحة، في 18 كانون الأول احتفلنا باليوم العالمي للّغة العربية، وسأشرح لكم و "بالعربي المشبرح"، لماذا أعشق ملكة لغات العالم، ولماذا هي ليست لغة "البارحة" التي أكل الدهر عليها وشرب.
أولاً، لأنها فريدة من نوعها، وهي تلقّب بلغة الضاد لأنّ حرف الضاد غير موجود بأي لغة من لغات العالم، إلا في اللّغة العربية. وربّما لذلك، قال عنها "أمير الشعراء" أحمد شوقي:
"إنّ الذي ملأ اللغات محاسناً
جعل الجمال وسرّه في الضاد".
ثانياً، اللُّغَة العَرَبِيّة هي من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، ويتكلّمها أكثر من 467 مليون شخص، وتُعتبر من أغنى اللغات، وتحتوي على أكثر من 12 مليون كلمة، وكل كلمة لديها أكثر من 10 مرادفات.
فكلمة "الأسد" على سبيل المثال، كان لديها في الماضي 300 مرادف، وفي الآونة الاخيرة أضفنا إليها مفردات جديدة تخصّ نوعاً محدداً من الأسود، وهي: مجرم، جبان، قاتل، معدوم الضمير، فار وفأر، واللائحة تطول.
وبالعودة إلى اللّغة العربيّة، هي مصنّفة بين أصعب خمس لغات في العالم، أي أنها ليست في متناول الجميع. وهنا يستحضرني مثل عربي يقول: "من لا يطول العنب، حامضاً عنه يقول". وهذا المثل يعني كلّ من يعجز عن تحقيق هدفه، يحاول التقليل من أهمية الهدف. ومن الطبيعي أن تعجز الأكثرية عن إتقان اللّغة العربيّة، الغنيّة والصعبة والأصيلة، لذلك يبرّر البعض عجزهم بإهانة اللّغة واعتبارها قديمة ولم تعد تلائم العصر الحديث، ويتباهون أنهم "يترغلون" الفرنسية والإنكليزية وتقشعرُّ أبدانهم "إذا حدا حكي كلمة عربي قدامن".
أنا أشكّ يا جماعة الـ "Je Tu Il" والـ "In" بمعرفتكم أنّ لغات عالمية عديدة، استوحت كلماتها من لغتنا العربيّة، وخصوصاً الإنكليزية.
"Yes, yes I swear"، هناك 10 آلاف كلمة إنكليزية هي بالأصل عربية، حسب موقع اللّغات "ماذر تونغ" (Mother Tongue).
سأعطيكم بعض الأمثال فقط لا غير: سكّر (Sugar)، وقطن (Coton)، والكحول (Alcohol)، والقهوة (Coffee)، والجمل (Camel)، والغزال (Gazelle)، وياسمين (Jasmine)، وجرّة (Jar)، وكحل (Kohl).
أمّا "Lemon"، فمستوحاة من "ليمونة حامضة" لكلّ من تساوره نفسه أن يتكبّر على لغتنا.