ينتظر ملف النفايات عودة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى بيروت والتئام مجلس الوزراء لأنه سيكون بنداً أول على جدول الأعمال بعدما انفجرت الأزمة بين وزير البيئة فادي جريصاتي وأهالي الشمال على خلفية اعادة افتتاح مطمر تربل.
وعقد وزير البيئة مؤتمراً صحافياً أمس خصصه لأزمة النفايات في الشمال، وقال: "قريبون من بداية الحلول لأزمة نفايات الشمال، وسأذكّر كل من يسمعنا بخريطة الطريق التي قدمناها في 3 حزيران حيث لم يكن موقع تربل ضمن المواقع، بل كان الفوار الذي كان موجوداً من ضمن خطط 2005 و2006 وقد حصلت معارضة شعبية في حينه". أضاف: "يجب التذكير بأن قانون الـ80 في العام 2018 كرّس لامركزية النفايات، يعني أن تكون الحلول لامركزية وتخرج من الاتحادات أو الاقضية. نحن امام خيارات صعبة إنما علينا الاختيار بين مصلحة الاكثرية ومصلحة الاقلية، وعلينا أن نختار الموقع الاقل ضرراً ولا يوجد موقع ليس فيه ضرر أقله بالرائحة".
وتابع: "في كل العالم ليس هناك إجماع على حلول النفايات أكان معملاً أم محرقة إنما هناك معارضون لديهم حجة وهناك معارضون للمعارضة يعتقدون أن هذا الامر مربح في الانتخابات. يا إخوان الانتخابات في الـ2022 ولا يمكن أن تكون النفايات منصة لزعامة لأنكم تتاجرون بصحة الناس. لدينا 34 ألف طن نفايات بين البيوت وفي الاودية ويحرقونها في الليل. ألم يستفز هذا الامر أبطال البيئة الجدد؟".
وسأل: "في موضوع الشمال، ألم يستفزهم المكب العشوائي في عدوة على مدى 13 عاما؟ لقد وجدنا 150 مكباً عشوائياً في آخر ثلاثة أشهر في منطقة المنية الضنية وفي زغرتا والكورة، في بشري وجدوا موقعاً، أين كانت أصوات الغيارى على البيئة والمياه الجوفية؟ "
وقال: "لسنا موافقين على اقامة مكب عشوائي في تربل، واليوم يركبون عازلاً وكلنا متفقون على أننا سنقيم "باركينغ" بمواصفات جيدة يليق بنا ويحمي صحة اولادنا والقرى المجاورة. وجدنا 3 مواقع أحدها في زغرتا وستكون الارض معروضة على أول جلسة لمجلس الوزراء لاستملاكها، وتعهد اتحاد بلديات زغرتا بأنه سيجمع النفايات من المنية والضنية قبل غيرها، وسيجمع النفايات من الكورة وبشري وزغرتا".
وأكد: "إننا نعمل على حلول مستدامة وهذا يتطلب توافقاً سياسياً، فنحن قدمنا الخطة في 3 حزيران للجنة الوزارية المتعلقة بالنفايات ولم نستطع البت بها لغاية اليوم. وقد وعدنا رئيس الحكومة سعد الحريري أنه فور عودته من السفر ستكون خطة النفايات أهم البنود، فوزارة البيئة قامت بعملها وقدمت حتى مشروع قانون لاعطاء امكانات للبلديات كي لا تكون اللامركزية كذبة أو شعاراً بل لتكون حقيقة، وأول بند تمكين البلديات وأن نعطيها الحق في جباية 10 آلاف ليرة من كل بيت لتطبيق اللامركزية وإلا كان التصويت بلا قيمة في مجلس النواب. وأتمنى على اتحادات البلديات والقائمقامين ومحافظ الشمال فرض الفرز من المصدر بدءاً من يوم غد كي يعيش أي مطمر نختاره أطول فترة ممكنة".
وفي هذا السياق، ترأس محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا اجتماعاً في قاعة الاستقلال في سراي طرابلس، شارك فيه مستشار وزير البيئة شاكر نون، قائمقاما زغرتا والضنية إيمان الرافعي ورلى البايع، وعدد كبير من رؤساء الاتحادات والبلديات، وخبراء من وزارة البيئة. وأعلن نهرا: "إننا مضطرون للجوء الى مطمر تربل الذي تم البدء فيه، وقد تلقينا منذ ثلاثة أيام قراراً من وزيرة الداخلية بالسير في مطمر تربل وبلّغنا الامر لقوى الامن الداخلي، ونحن كادارة وبلديات واتحاد بلديات مستمرون في تنفيذ القرار حتى الآن، في انتظار اي تطور سياسي او حكومي، فنحن في النهاية ننفذ القرار السياسي من قرارات الحكومة وقرارات وزارة الداخلية الى قرارات الوزارات المختصة، وحتى الساعة، كما صرح ممثل وزير البيئة، هذا المطمر هو الاقل ضرراً، وعملي لانه بعيد عن الناس، وسيبنى له عازل وسنتبع طريقة طمر النفايات تفادياً لانتشار الروائح، لذلك لا حاجة الى الاعتراضات التي نشهدها اليوم، فهي من دون مبرر".
ثم شرح نون كيفية تنفيذ الخطة وقال: "هناك ثلاثة عروض، منها مطمر تربل الذي تم اختياره ضمن شروط وأسباب بيئية مدروسة بشكل عملي وصحي، ورغم ان قرارنا الاول كان مطمر الفوار لأسباب هندسية ومالية، وبحسب دراسات علمية وبيئية، أفضل حل اليوم لحل ازمة النفايات التي عمت شوارع لبنان هو اللجوء الى مطمر صحي، كما حصل في مطمر النورماندي الذي تحول اليوم الى مطاعم وصالات أعراس والمعروف بالبيال".
إلى ذلك، أكد الأمين العام لـ "تيار المستقبل" أحمد الحريري "أننا لن نقبل أن يتحول جبل تربل إلى مطمر خبيث للنفايات على حساب ناسنا كباراً وصغاراً"، مشيراً الى أن "قضية جبل تربل هي قضية بيئية صحية بامتياز، لن نسمح بتسييسها أو تطييفها أو محاولة استغلالها للمزيد من شعبوية البعض في مناطقهم على حساب الناس".
