تحليل رياضي حول انتخابات الهيئة الإدارية للاتحاد اللبناني لرياضة الـ"مواي تاي"

تشهد الساحة الرياضية اللبنانية حالياً أجواء انتخابية ساخنة مع اقتراب موعد انتخابات الهيئة الإدارية لاتحاد اللبناني لرياضة المواي تاي. هذه الانتخابات تجمع بين لائحتين رئيسيتين: "الاتحاد القوي" برئاسة الأستاذ سامي قبلاوي، الرئيس الحالي للاتحاد، و"الأمل والتغيير" برئاسة الأستاذ هلال نشار.

في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه لبنان، تأتي هذه الانتخابات كاختبار لرؤية الوسط الرياضي نحو المستقبل.


"الاتحاد القوي" والاستمرارية في الإنجاز

الأستاذ سامي قبلاوي، الذي يترأس لأئحة "الاتحاد القوي"، استطاع خلال فترة قيادته تحقيق إنجازات نوعية في رياضة المواي تاي، ما جعله شخصية بارزة في الساحة الرياضية اللبنانية. أبرز هذه الإنجازات كان توقيع بروتوكولات تعاون مع اتحادات رياضية أخرى مثل التايكواندو والكيك بوكسينغ، وآخرها مع اتحاد الرياضات القتالية المختلطة. هذه الاتفاقيات كانت بمثابة خطوات استراتيجية لتوسيع قاعدة الدعم والتعاون بين مختلف الرياضات القتالية.


قبلاوي أثبت أنه قادر على إدارة الاتحاد بعيداً عن التجاذبات السياسية والحزبية والطائفية التي أنهكت العديد من المؤسسات في لبنان. لقد شهدنا في نشاطات المواي تاي بطولات متوازنة طائفياً من كأس المقاومة والتحرير إلى كأس الميلاد، وأن هذا الحياد الإداري لم يكن سهلاً في ظل الضغوط التي تواجهها المؤسسات الرياضية، لكنه كان حجر الزاوية في نجاح مسيرته. كما أنه أظهر التزاماً استثنائياً من خلال عمله الدؤوب لتطوير المواي تاي على الصعيدين المحلي والدولي، وخاصة مشاركته الدولية على الصعيد الإداري مما أثقل حجمه بميزان يوازي الكرة الأرضية مما جعل من الاتحاد نموذجاً يُحتذى به.


"الأمل والتغيير" ومحاولة كسر الجمود

من جهة أخرى، تأتي قائمة "الأمل والتغيير" بقيادة الأستاذ هلال نشار، الذي يتمتع بتاريخ حافل في دعم المواي تاي، خصوصاً في مدينة طرابلس. نشار قدم دعماً مالياً ومعنوياً لعدد من أندية طرابلس، ما جعله شخصية مؤثرة على المستوى المحلي الطرابلسي. ومع ذلك يبدو أن ارتباطه الواضح ببعض التيارات السياسية والحزبية قد أثار قلق شريحة كبيرة من الوسط الرياضي، خاصة في ظل أزمة الثقة المتزايدة بين اللبنانيين والأحزاب التقليدية.


الوسط الرياضي: بين الإنجازات والخوف من الماضي

اليوم، يعيش اللبنانيون وخاصة الوسط الرياضي، حالة من الإحباط بسبب إخفاق الأحزاب في إدارة شؤون البلاد على مدار سنوات. هذا الإحباط ينعكس بشكل كبير على القرارات الانتخابية، حيث أصبح الحياد والعمل الجاد المعيار الأساسي للحكم على أي مرشح. في هذا السياق، يبدو أن الأستاذ قبلاوي وقائمته "الاتحاد القوي" يتمتعون بحظوظ كبيرة بسبب سجلهم الحافل بالإنجازات، في مقابل التحديات التي يواجهها الأستاذ نشار في إقناع الرياضيين بتوجهاته.


توقعاتي الشخصية فوز "الاتحاد القوي"

مع الاحترام الكامل لقائمة "الأمل والتغيير"، تبدو المؤشرات واضحة بأن "الاتحاد القوي" يمتلك اليد العليا في هذه الانتخابات. الإنجازات التي حققها قبلاوي خلال سنوات قيادته، إلى جانب أسلوبه الإداري وحنكته وحكمته من تقنية الجذب وابتعاده عن أي انتماءات حزبية، تجعل قائمته الخيار الأكثر منطقية للوسط الرياضي.


ختاماً، نتقدم بالتهنئة المسبقة لقائمة "الاتحاد القوي" بقيادة الأستاذ سامي قبلاوي، على أمل أن تستمر مسيرة تطوير رياضة المواي تاي في لبنان وأن تكون هذه الانتخابات بداية مرحلة جديدة مليئة بالنجاحات والتقدم.


تامر عبد الباقي

*حكم رياضي