بعد كل شي "دراماتيك" قطعنا فيه بلبنان، بعد في شي "فنتاستيك" نحكي فيه؟ أكيد في... الفن. بعد في شي ممكن يزرع البسمة ع شفافنا؟ أكيد في... ماريو باسيل اللّي معو منبدا السنة بالتفاؤل، ومندردش سوا عن قصص حلوة وإيجابية بحياتو.
- ماريو، إنت رمز للكوميديا، والناس لما بيشوفوك بيضحكوا. شو بيضحكّك إنت، خصوصاً ما بقى في قصص كتير حلوة بحياتنا اليوم.
مزبوط، الناس بيضحكوا أول ما يشوفوني، بس لمّا يتعرفوا عليّي شخصياً، بيقولولي فكّرناك غير شي. بالحياة الطبيعيّة أنا شخص كتير عادي، والشخصيات الـ "over" والـ "يلاااا" اللّي بقدّمها بالمسرح أو التلفزيون مش أنا. بشتغل على حالي لقدّم هيك شخصيات. القصص اللي بيضحكوني قلال عادةً بالحياة. بضحك لمّا إلعب مع بنتي، ولمّا كون مع الأصحاب بقعدة حلوة، وكمان لمّا نكون قاعدين أنا والشباب عم منألّف اسكتشات. في قصص بتعطيني فرح أكتر من إنها بتضحّكني. بحب كمان إحضر أفلام أجنبية و "سيتكوم" أوروبي وأميركي، وكتير بيضحكوني.
- عادةً لما يكون مزاجك مش رايق، شو اللي بِطلّعك من المود البشع وبِخليك تستعيد إيجابيتك، غير بنتَك والأفلام اللي بتضحّكك؟
يعني بلبنان إجمالاً المزاج ما بيريّح، بيضلّ في قصص بتزعج، بتنكوِز، بتفقس. هلأ مؤخراً صارت الأخبار شوي منيحة. الرياضة مهمّة وبترفع الأدرينالين والتستوستيرون والمزاج الحلو. الرياضة بتعطيني "positive boost". كمان في ناس بيعطونا إيجابية، بس الحزين حالياً بلبنان إنّو النسبة الكبيرة من الناس اللذيذين والمرتّبين فلّوا، وعم نكون محاطين بشعب مُحبط و"مدبرَس". بس اللبناني عندو مقدرة على حب الحياة، وبرأيي ثقافتنا بين العربية والانغلوفونية والفرنكوفونية بتعطينا قوّة التكيّف، وحبّنا للحياة مش طبيعي. نحنا بالرغم من مشاكلنا، لذيذين ومضيافين ومزاجنا حلو، ومنشوف الإيجابي حتى بالقصص السلبية.
- ع سيرة السّلبي والإيجابي، كان لقبك العازب الأبدي ونظرتك للزواج سلبية. وفجأة تزوّجت من محامية روسية وصرت أبو صوفيا. شو أكتر شي "فنتاستيك" باختبار الأبوّة وبتجربة الزواج؟
مزبوط، أنا عشت حياة العزوبيّة لأقصى الحدود، وانبسطت فيها. بس بالآخر بنوصل لوقت منقول "وبعدين شو"؟ "You need home". الـ "Home" مش بس بيت، هو العيلة. وجود زوجتي وبنتي بحياتي إضافة كبيرة، بيعطوني راحة وبسط نفسي جوّاني. خصوصاً الولد شغلة كبيرة، أنا ما كنت إعرف هالشعور وما كنت حب الاولاد، بس شعور الأبوّة بيخلق ومنتعلّمو مع أولادنا. من أجمل لحظات حياتي لمّا تكون بنتي نايمة حدّي، وبغمرها وبتلعب معي. كنت إسمع متل بيقول "الولد بيجيب الفرحة عالبيت" بس ما كنت إفهمو. هلأ صرت إفهمو. أكيد الزواج فيه طلعات ونزلات، وفي سلبيات متل الحدّ من الحرية، بس إيجابيتو إنو بيشيل الإحساس القوي بالقلق وبيحط محلّو مشاكل يومية، أوقات مهضومين أوقات حقيقيين. بالنهاية الزواج تجربة لازم نعملها، بس لازم قبل نعيش ونجرّب كل شي، قبل ما نفوت بهيدا النفق.
-زوجتك روسية، وسياستك ما بتصب بالمِحوَر الروسي. بتفوتوا بنفق لمّا تحكوا سياسة عادةً؟
للصراحة أنا عشت فترة بموسكو، وشفت كيف الروس عايشين بهيك بلد راقي وحضاري لدرجات كتير متفوّقة، وقديش بيحترموا العيلة والتقاليد. أنا بعتقد إنو فلسفة المحوَر الروسي مش متل فلسفة المحور الإيراني والممانعة. يمكن عندن قصص إقتصادية مرتبطة بخصوص العداوة مع المحور الاميركي، بس هلأ شكلن ترامب وبوتين مناح مع بعض. مرتي مثلاً أول ما تعرّفت على لبنان، كانت تقلّي "You need a good hand"، وكنّا بمهرجان الأرز بوقتا، وشافت الدكتور جعجع، وقالتلي "خرجو يكون رئيس جمهورية" من دون ما تعرف شي. زوجتي بتشتغل مع وزارة الخارجية، وبتعرف كيف تحلّل الأشخاص. ولإرجع للسؤال، أنا بقول بالفلسفة، القيَم الروسية كتير حلوة وبتتناسب مع قيمنا بلبنان لدرجة كبيرة. هلأ بالسياسة، ما بعرف، بس المِحوَر الروسي ترك نظام الأسد.
-مثّلت وكتبت وأخرجت بالمسرح ومثّلت بالتلفزيون والسينما، وغنّيت وقدّمت برامج.
في أمنية "فنتاستيك" بتحلم تحقّقها شي يوم؟
اختبرت الفن ووصلت لأقصى شي ممكن أوصلّو بلبنان، مسرح لعشرات السنين بالقمة، وكلّ مسرحية تلعب سنة ونص لسنتين ودايماً "fully booked"، وعملت برامج تلفزيون وكانوا "Hit"، واشتركت بـ 3 أفلام هوليوودية، بس عندي الحسرة فنّياً إني ما أخدت حقّي بالأفلام والتلفزيون. عندي طاقات وإمكانات، والمخرجين الكبار برّات لبنان بيعرفوا هالشي، وإجاني فرص إشتغل برّا، لهيك اليوم بقول كان يمكن لازم عيش بأوروبا أو أميركا، أكيد كنت حقّقت نجاح "فنتاستيك" على نطاق عالمي. بزعل إنو عنّا وبالرغم من إنو السينما والتلفزيون تطوّروا، بس بعدن مش محترفين وما في بنى تحتية فنية، ما في مكاتب متخصصة بالكاستينغ لحتى الواحد يروح ويقدّم ليحصل على دور. هون "عالطبشاني". المنتج بيشغّل اللي عَ بالو، ومين بِبَوّس إيدين، بياخدوه بالانتاج. انشالله نوصل لمرحلة الإحتراف. عندي حسرة إني ما كفّيت حياتي برّا وحبّيت إرجع على لبنان. يمكن كان لازم كون أناني وضلّ برّا، يمكن كنت وصلت لمحلات أحلى.
- في أشخاص بيغيّروا حياتنا الشخصية أو المهنية للأفضل. مين الشخص اللي بتشكريه على وجوده الرائع بحياتك؟
في كتير أشخاص كانوا سند إلي بمسيرتي الفنية وإلهن فضل عليّي، من أصدقاء ومخرجين ومفكرين، متل المخرج طوني قهوجي وغيرو كتار. ما بدّي سمّي لأنو ما بخلص. كنت إجمع العالم مع بعضن بمزاج حلو ونخلق جوّ، إن كان بالـ "Playroom" وبكلّ مسرحيات الـ "Comedy Night".
-ومين الشخص اللّي ما عاد موجود بحياتك، وبتتمنّى يرجع لترجع حياتك "فنتاستيك"؟
في كتير عالم اكتشفوا المصلحة معي، من نجوم بالكوميديا، بالإنتاج، بالإخراج، بالظهور. كلّ عمل قدّمتو كان تجربة حلوة، وكلّ العالم اللي اشتغلت معهن، كان في حبّ يجمعنا. أكيد ظروف الحياة بتبعّد الناس عن بعضا، بس بتضلّ المعزّة موجودة. بس أكتر شي بيزعّلني إنّو أمي ما عادت موجودة وما شافتني مجوّز وما شافت بنتي وما تعرّفت على مرتي، وبيّي كمان توفّى كتير بكير وما شاف نجاحاتي. هالشي بيحزنّي.
-خلّينا ننسى الحزن ونختم بإيجابية، والختام دايماً مسك مع لبنان. شو أكتر شي بتشوفيه "فنتاستيك" بالبلد، رغم كل مشاكلو؟
لبنان بطلعاتو ونزلاتو "فنتاستيك". لبنان في سحر ما فينا نقاومو. بفيلم "Moulin Rouge"، بيقولوا بالأول "Don’t fall in love with the prostitute"، والمقصود نيكول كيدمان اللي بترقص وبتغنّي وحياتها مش ملكها، بتسحر الكلّ وبينغرم فيها الغني والفقير. بحسّ هيك لبنان، وانتبهي مش عم هين لبنان، لأنو نيكول كيدمان بالفيلم رائعة وكلنا مننغرم فيها، متل لبنان اللي منحبّو من كلّ قلبنا، ومنرجع ناكل كفّ من هون، وخبطة من هون، وبطير جنى عمرنا من هون، وبيضل عنّا هالحب وهالسحر تجاهه، وتجاه طقسو وتاريخو وطبيعتو وعدة ثقافات مجتمعة فيه. لبنان لؤلؤة بتبسطك وبتزعجك وبتضربك، وبتطلّعِك وبتنزّلِك، بس ماشي الحال... عايشين.