وضع الطفل العراقي أحمد الكامل (9 سنوات) كتاباً بالعربيّة والإنكليزيّة لتثقيف القرّاء الصغار وتوعيتهم بالحفاظ على البيئة والحدّ من التلوّث في مدنهم.
وشارك الكامل في عدد من ورش العمل حول حماية البيئة، كما انغمس في قراءة كتب مختلفة حول هذا الموضوع ليكتسب الإلهام والمعرفة التي قادته إلى تأليف كتابه الخاص.
الكتاب الذي يحمل عنوان "معاً لحماية الأرض" يضمّ رسوماً توضيحية تشرح الطرق العملية للأطفال للإسهام في أن تكون البيئة من حولهم أقلّ تلوّثاً. وقال الكامل "بدأت بالكتاب قبل سنة، وبدأت أركّز بالموضوع وأفكّر به وأتعرف ما هي الملوّثات وكيف نعالج الملوّثات".
أما والد الكاتب الصغير فقال "عندما عدنا سنة 2019، أول مشهد رصده أحمد أنّ الأرض صحراوية. فنظر من الطائرة، وقال لي هل البصرة صحراء؟ قلت له لا، توجد أمكنة خضراء، لكن بالنتيجة الغالبية صحراوية. فلمّا بدأت حياتنا داخل العراق، بدأ يقارن بين خارج العراق وداخل العراق. فرأى أنّ هناك نسبة تصحّر عالية؛ وعدم العناية بالزراعة والتشجير. بالنتيجة، حتى السماء لونها يختلف فبدل أن يكون لونها أزرق، أصبحت فيها ملوّثات وأتربة".
وبدعم من شركة للخدمات النفطية، طبع الكامل ووالده 1000 نسخة من الكتاب وزّعوها مجاناً على أصدقاء الكامل وزملائه بالمدرسة.
وقالت عافية عبد الرضا معلمة الكامل في المدرسة "أتمنى أن تكون هناك مصادر ورفد وطباعة مثل هذه المواضيع، ومثل هذه الكتب، وأن توزّع وتنتشر على المدارس وكذلك المكتبات. أكيد سوف تحفّز التلاميذ من خلال القراءة، وسوف تحفّزهم على المحافظة على البيئة".
إشارةً إلى أنّ العراق يعاني من نقص المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتلوّث بينما يجاهد للتخلّص من آثار صراع امتدّ لعشرات السنين وأضر بشدة باقتصاده وبنيته التحتية، بدءاً من غزو الرئيس السابق صدام حسين للكويت في عام 1990 إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أطاح بصدام لتبدأ موجة عنف قادها مسلّحو تنظيم الدولة الإسلامية المتشدّد الذين سيطروا على مساحات شاسعة من البلاد.