مع اقتراب موعد تولية الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب، توقع مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب المقبلة مايكل والتز أن يجري ترامب اتصالاً هاتفياً في غضون أيام أو أسابيع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبراً أن الحرب أصبحت "مطحنة لحم للبشر والموارد" على غرار الحرب العالمية الأولى مع "تداعيات حرب عالمية ثالثة".
وتحدّث والتز عن أن "الجميع يعلم أن هذا يجب أن ينتهي بطريقة دبلوماسية"، مشيراً إلى أنه "ليس من الواقعي القول إننا سنطرد جميع الروس من كلّ الأراضي الأوكرانية، حتى شبه جزيرة القرم، ولقد اعترف الرئيس ترامب بهذه الحقيقة، وأعتقد أنها خطوة كبيرة إلى الأمام أن يعترف العالم بأسره بهذه الحقيقة، الآن دعونا نمضي قدماً". ويؤكد مراقبون أن ترامب سيضغط لإنهاء الحرب لحظة تسلّمه مقاليد السلطة، وسيسعى إلى تحقيق ذلك بكلّ ما أوتي من قوّة.
في المقابل، ذكر الكرملين أنه لا توجد تحضيرات محدّدة حتى الآن لعقد اجتماع بين بوتين وترامب، لكنه لفت إلى أن هناك "تفهماً وإرادة سياسية لذلك". وشدّد على أن مسألة "الضمانات الأمنية" لروسيا وأوكرانيا ستكون جزءاً لا يتجزأ من أي تسوية محتملة بين الجانبَين، موضحاً أن بوتين "أشار مراراً إلى استعداده للتواصل مع جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، من أجل تأمين إنهاء النزاع".
تزامناً، اتهمت روسيا أوكرانيا بشن هجوم بواسطة تسع مسيّرات على محطة لتوزيع الغاز في منطقة كراسنودار في جنوب غرب روسيا، تابعة لخط "توركستريم"، خط الأنابيب الوحيد المتبقي لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا. واعتبر الجيش الروسي أن هدف الهجوم كان "تعليق إمدادات الغاز إلى الدول الأوروبّية"، مشيراً إلى إسقاط كلّ المسيّرات من دون تعطيل عمل المحطة. ونقلت وكالة "تاس" عن الكرملين أن وزير الخارجية سيرغي لافروف والرئيس التنفيذي لشركة "غازبروم" ألكسي ميلر ناقشا الهجوم مع نظيرَيهما التركيَين، فيما اعتبر الكرملين أن الهجوم يُشكّل "عملاً إرهابياً في مجال الطاقة".
في الغضون، كشف النائب عن حزب "قوة الشعب" الحاكم في كوريا الجنوبية لي سيونغ كوين أن 300 جندي كوري شمالي قتلوا خلال المعارك إلى جانب روسيا ضدّ أوكرانيا، فضلاً عن إصابة 2700 آخرين. واستناداً إلى تحليلها للصور من ساحة المعارك، عزت الاستخبارات الكورية الجنوبية "الخسائر الكبيرة" التي تكبّدتها كوريا الشمالية إلى "افتقار جنودها إلى المعرفة بأساليب الحرب الحديثة"، بحسب لي. وبذلك، يرى مراقبون أن منطقة كورسك الروسية غدت "مقبرة" الجنود الكوريين الشماليين. بالتوازي، ما زال الجيش الروسي يتقدّم في شرق أوكرانيا، حيث سيطر أمس على قرية بيشتشاني بالقرب من مدينة بوكروفسك الاستراتيجية.
في الأثناء، اجتمع وزراء دفاع كلّ من بولندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، بالإضافة إلى ممثل عن وزير الدفاع البريطاني، لمناقشة قضايا الأمن الأوروبي، خصوصاً تقديم المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا، في إطار تنسيق جديد من 5 أطراف جرى تأسيسه بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وبعدما فرضت الولايات المتحدة حزمة عقوبات جديدة على قطاع الطاقة الروسي يوم الجمعة الماضي، أظهرت بيانات تتبّع السفن أمس أن أكثر من 65 ناقلة نفط توقفت في العديد من المواقع، منها مواقع قبالة سواحل الصين وروسيا، بينما حذر الكرملين من أن الحزمة الأحدث من العقوبات الأميركية على قطاع الطاقة الروسي ربّما تؤدي إلى زعزعة استقرار أسواق النفط والطاقة العالمية، مؤكداً أن موسكو ستفعل كلّ ما في وسعها لتقليل تأثيرها.
في السياق، أفادت شركة الاستشارات الأوكرانية "إكسبرو" بأن حجم النفط الروسي المنقول عبر أراضي أوكرانيا في 2024 انخفض 16 في المئة إلى أدنى مستوى له منذ إعلان استقلال أوكرانيا عام 1991، في حين واصل النفط مكاسبه أمس، إذ تجاوز سعر خام برنت 80 دولاراً للبرميل، مسجلاً أعلى مستوياته في أكثر من أربعة أشهر.
وفي إطار تعزيز موسكو لعلاقاتها مع حلفائها، أكد الكرملين أن بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان سيُجريان محادثات في روسيا يوم الجمعة، وسيوقعان بعد ذلك اتفاق شراكة استراتيجية شاملة طال انتظاره، لافتاً إلى أن الرئيسَين سيُناقشان خيارات لتوسيع نطاق العلاقات بين موسكو وطهران بشكل أكبر، منها خيارات في مجالات التجارة والاستثمار والنقل والخدمات اللوجستية والمجالات الإنسانية. كما أشار إلى أن بوتين وبزشكيان سيبحثان كذلك قضايا إقليمية ودولية.