ميريام داموري

من ينقذ أحلام إنتر؟

أزمات دفاعية وقرارات تُضعف الحلم الإيطالي

هل فقد إنزاغي بوصلة النيراتزوري؟

مع اقتراب منتصف الموسم، يعيش إنتر ميلان فترة من التذبذب أثارت العديد من التساؤلات حول قدرة الفريق على تحقيق طموحاته المحلية والقارية. فبعد تعادله المخيب مع بولونيا، أضاع الفريق فرصة ذهبية لتقليص الفارق مع نابولي متصدر الدوري الإيطالي، ما أبرز مشاكل عدة في صفوف المدرب سيموني إنزاغي.



جاء هذا التعادل بعد أيام قليلة من خسارة النيراتزوري أمام غريمه ميلان في نهائي كأس السوبر الإيطالية بنتيجة 3-2، ما زاد الضغوط على الفريق، رغم احتلاله المركز الثاني في الدوري برصيد 44 نقطة، متأخراً بثلاث نقاط عن نابولي مع مباراة أقل. ومع ذلك، تبرز أرقام الموسم الحالي مقارنة بالموسم الماضي لتكشف أزمة حقيقية، حيث اهتزت شباك إنتر 17 مرة حتى الآن، مقابل 22 هدفاً فقط في كامل الموسم السابق.


فما الذي يحدث لإنتر ميلان في هذا الموسم؟ وما الأسباب التي تجعل فريقاً طموحاً كهذا يفقد بريقه في الأوقات الحاسمة؟



أزمة الدفاع 

لطالما كانت قوة دفاع إنتر أحد أسلحته الأساسية، لكن هذا الموسم شهد تراجعاً لافتاً في هذا الجانب، لا سيما في الأوقات الحاسمة من المباريات. أمام بولونيا، ورغم تقدم إنتر 2-1، عجز الفريق عن الحفاظ على النتيجة، واستقبل هدفاً في الشوط الثاني أنهى المباراة بالتعادل. مشهد مشابه تكرر في نهائي كأس السوبر الإيطالية، حيث كان الفريق متقدماً على ميلان حتى الدقيقة 80، قبل أن يستقبل هدفين متتاليين، ويخسر اللقب.



المأساة الدفاعية لا تقتصر على مباراة أو اثنتين، إذ ظهر هذا الضعف أيضاً أمام يوفنتوس في تشرين الأول، عندما أهدر إنتر تقدمه 4-2 حتى الدقيقة 71، ليخرج بنقطة واحدة بعد تعادل 4-4.

الأرقام تؤكد عمق المشكلة، فقد استقبل الفريق 21 هدفاً هذا الموسم في جميع المسابقات، منها 10 أهداف في آخر 10 دقائق فقط، ما يشير إلى تراجع التركيز واللياقة في الأوقات الحاسمة.



غياب الحلول الفعّالة

رغم امتلاك إنتر كوكبة من النجوم، أبرزهم هاكان تشالهان أوغلو وماركوس تورام، إلا أن البدلاء لا يقدمون الإضافة المطلوبة. تبدو خيارات إنزاغي محدودة بسبب الفجوة الكبيرة بين الأساسيين والاحتياطيين، وهو ما أجبره على الاعتماد المفرط على تشكيلته الأساسية، ما أدى إلى إرهاق اللاعبين. التبديلات التي يجريها إنزاغي لم تسعفه كثيراً، خاصة مع تفضيله الحذر المبالغ فيه على المخاطرة. أسماء مثل كريستيان أصلاني ومهدي طارمي بالكاد تحصل على دقائق للعب، ما أدى إلى تراجع مستواهم. حتى الإيطالي دافيدي فراتيزّي، الذي كان يُنظر إليه كإضافة قوية للفريق، طالب بالرحيل في الميركاتو الشتوي بسبب قلة مشاركاته.




الحاجة إلى إعادة الثقة 

المباريات الحاسمة تنتظر إنتر في الأشهر المقبلة، ومعها ستزداد الحاجة إلى إيجاد حلول جذرية لأزمة الفريق الدفاعية. سيموني إنزاغي مطالب بإعادة ترتيب أوراقه، والتركيز على التفاصيل الدقيقة، خاصة في الدقائق الأخيرة التي كلفت الفريق الكثير من النقاط والألقاب حتى الآن.