مبعوث ترامب سيُشرف على وقف النار في غزة

إسرائيل لتعميم "نموذج جنين" في كلّ الضفة

إسرائيل تُجرّف الطرق في مخيّم جنين والفلسطينيون ينزحون (رويترز)

لم تهدأ مدينة جنين في اليوم الثاني لعملية "السور الحديدي" الإسرائيلية أمس، حيث شهدت إطلاق نار كثيفاً وانفجارات، فيما عمد الجيش إلى تجريف كلّ الطرق المؤدية إلى مخيّم جنين بالتوازي مع تحليق مكثف للطائرات. ووسط هذا الوضع المتفجّر، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن العملية ستستمرّ عدّة أشهر متواصلة، موضحاً أن غارة جنين تشكّل تحوّلاً في الخطة الأمنية للجيش في الضفة الغربية، إذ إنها "الدرس الأوّل" المستفاد من أسلوب الغارات المتكرّرة في غزة.


وحسم كاتس أنه "لن نسمح لأذرع النظام الإيراني والإسلام السني المتطرّف بتعريض حياة المستوطنين للخطر وإقامة جبهة إرهابية شرق دولة إسرائيل"، متوعّداً بأن "جنين هي البداية والنموذج الذي سيُعمّم في كلّ أنحاء الضفة الغربية"، بينما أكد كلّ من الجيش وجهاز الأمن الداخلي "شاباك" وحرس الحدود في بيان مشترك أن القوات مستمرّة في تنفيذ عملياتها في المنطقة.


وكشف البيان المشترك أن قوات الأمن استهدفت بنى تحتية وقتلت أكثر من 10 مسلّحين ونفذت ضربات جوّية استهدفت بنى تحتية في جنين، بالإضافة إلى تدمير عدد كبير من العبوات الناسفة التي كانت مزروعة في الطرق. وأكدت السلطات الفلسطينية سقوط 10 قتلى وإصابة أكثر من 40 آخرين من جرّاء العملية. وأفادت "القناة 12" الإسرائيلية بأن الجيش عزز قواته ونصب عشرات الحواجز على مداخل المدن والقرى في الضفة.


في المقابل، رأى محافظ جنين كمال أبو الرب أن إسرائيل تعمل على تحويل مخيّم جنين إلى "غزة مصغرة ومدمرة"، مشيراً إلى استمرارها في إرسال التعزيزات العسكرية إلى المدينة ومحيط المخيّم. واتهم إسرائيل بأنها "تريد إحراج السلطة الفلسطينية أمام العالم بأنها غير قادرة على حفظ الأمن" في الضفة، فيما كشف رئيس بلدية جنين محمد جرار أن إسرائيل أجبرت الأهالي على النزوح من بعض الأحياء في المدينة وفتحت لهم ممرّاً واحداً للمغادرة.


بالتوازي، اعتبرت "حماس" أن "مشاركة أجهزة السلطة الفلسطينية في العملية الإسرائيلية على مخيّم جنين جريمة بحق شعبنا وتنكّر لدم الشهداء"، داعية "كلّ الفصائل في الضفة الغربية إلى الخروج بقوّة لوضع حدّ لتجاوزات السلطة الخطرة ومواجهة عدوان الاحتلال"، في وقت اعتبرت فيه "سرايا القدس" أن "الاحتلال سيفشل في الضفة كما في غزة"، متحدّثة عن تشكيل غرف عمليات لتنسيق العمل الميداني مع مقاتلي "كتائب القسام" و"شباب الثأر والتحرير".


في السياق، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن هناك خطراً بأن تسعى إسرائيل إلى ضمّ الضفة، جازماً بأن ذلك يُعدّ انتهاكاً كاملاً للقانون الدولي، بينما اعتبر نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لم يُحقق هدف تدمير "حماس" والمقاومة لم تمت"، محذراً من أنه "لدينا تأثير في العالم وقدرة على تحريك الناس في أي مكان ولن نكون لقمة سائغة لأحد".


أمّا على صعيد اتفاق وقف النار في قطاع غزة، فكشف مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أنه سيزور المنطقة للمشاركة بفريق "إشراف خارجي" منتشر في القطاع وعلى حدوده لضمان الالتزام بوقف النار، ما يُشكّل أوّل تأكيد علني على الاعتماد المخطّط سلفاً على مفتشين خارجيين في غزة، يشمل وجود مسؤولين أميركيين. وأوضح ويتكوف أن تركيزه ينصبّ على ضمان انتقال الاتفاق من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية.


وأفاد مصدر مطّلع على اتفاق وقف النار لوكالة "رويترز" بأنه من المتوقع أن يزور ويتكوف إسرائيل بشكل متكرّر، مشيراً إلى أنه "ينوي أن يكون هنا ويُراقب، خصوصاً ما يتعلّق بالمرحلة الثانية من الاتفاق". ورأى ويتكوف أن كلّ دول المنطقة يُمكن أن تطبّع العلاقات مع إسرائيل، مشيراً عندما طُلب منه تحديد دول معيّنة، إلى قطر، التي أكد أنها لعبت دوراً أساسياً في التوصل إلى الاتفاق.


في الغضون، أفاد مكتب نتنياهو بأن معبر رفح في جنوب القطاع سيُديره فلسطينيون من غزة غير تابعين لـ "حماس" وليس السلطة الفلسطينية، نافياً تقارير إعلامية عن سيطرة السلطة على المعبر. وكشف أن قوة مراقبة حدودية تابعة للاتحاد الأوروبي ستتولّى الإشراف على الموظفين الفلسطينيين العاملين في المعبر، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل تطويق المعبر بموجب الاتفاق وسيقتصر دور السلطة الفلسطينية على ختم الجوازات في معبر رفح.


وردّاً على تلك التصريحات، أكد مسؤول مصري لهيئة البث الإسرائيلية أن محادثات القاهرة انتهت بتولّي السلطة الفلسطينية إدارة الجانب الفلسطيني من معبر رفح بإشراف أوروبي، مشدّداً على أن "محاولة إنكار الدور المستقبلي للسلطة الفلسطينية في إدارة المرحلة الانتقالية، تستهدف بشكل أساسي آذان الجمهور الداعم لها وفي الوقت الحالي لا يوجد بديل آخر".