انتشرت رياضة البادل في السّنوات الأخيرة بشكلٍ واسعٍ في لبنان ودول الشّرق الأوسط، حيث أصبحت واحدةً من أكثر الرّياضات جذباً للممارسين من مختلف الأعمار والخلفيّات.
تشهد المنطقة افتتاح العديد من ملاعب البادل في الأحياء السّكنية، الصّالات الرّياضيّة، والمراكز التّرفيهيّة، مما يعكس شعبيّتها المتزايدة.
تعود جاذبيّة هذه الرّياضة إلى سهولة تعلّمها وانخفاض متطلّباتها البدنيّة مقارنةً بالتّنس، فضلاً عن كونها تجربة اجتماعيّة ممتعة. سواء كنت رياضيّاً محترفاً أو هاوياً مبتدئاً، توفّر البادل مساحةً تجمع بين المرح والمنافسة، ممّا يجعلها وجهة مفضّلة لمحبّي الرّياضة.
لكن رغم ازدهار رياضة البادل على مستوى الممارسين، إلّا أنّها تواجه تحدّياً كبيراً يتمثّل في صعوبة جذب الجماهير والمشاهدين. فالبطولات غالباً ما تُقام أمام مدرّجاتٍ شبه فارغة، كما أنّ نسب المشاهدة التّلفزيونيّة لم تصل بعد إلى المستوى المأمول منه. هذا التّناقض بين المشاركة الشّعبية وضعف الإقبال الجماهيري يثير تساؤلاتٍ حول الأسباب الكامنة وراء ذلك.
يُذكر أنّ غياب النّجوم البارزين القادرين على استقطاب الجماهير يشكّل واحداً من أبرز الأسباب لضعف استقطاب المشاهدين، كما هو الحال في رياضاتٍ أخرى مثل التّنس، الّتي ارتبطت أسماؤها بأساطير عالميّة مثل نوفاك ديوكوفيتش ورافاييل نادال. إذاً تحتاج البادل إلى نجومٍ يتمتّعون بالحضور والكاريزما لجذب الاهتمام العام، على غرار ما حقّقه كونور ماكغريغور في عالم الفنون القتاليّة المختلطة.
من جهةٍ أخرى، تشكّل الطّريقة التي تُعرض بها المباريات عاملًا آخر يُعيق تقدم البادل، فالطّبيعة السّريعة للّعبة والملاعب المغلقة تتطلّب أساليب تصوير مبتكرة لجعل المباريات أكثر تشويقاً على الصّعيد البصري. إضافةً إلى ذلك، كون البادل رياضة حديثة نسبيّاً على المستوى العالمي يجعلها تواجه صعوبةً في بناء قاعدة جماهيريّة عريضة.
ولوصول رياضة البادل إلى القمّة وتعزيز مكانتها كرياضة جماهيريّة، لا بدّ من تبنّي استراتيجيّة شاملة وواضحة. أولاً، يتطلّب الأمر التّركيز على رعاية المواهب، وذلك من خلال الاهتمام بتطوير لاعبين يتمتّعون بالكفاءة والكاريزما، ليصبحوا قادرين على جذب الانتباه سواء داخل الملعب أو خارجه.
ثانياً، لا يمكن إغفال أهميّة تحسين الإنتاج الإعلامي، حيث تحتاج البادل إلى تقنيّات بث مبتكرة تجعل المباريات أكثر جاذبيّة للمشاهدين، ممّا يساهم في خلق تجربة بصريّة ممتعة تزيد من شعبيّة الرّياضة.
وأخيراً، يُعدّ خلق قصصٍ ملهمة عاملاً رئيسيّاً، إذ يمكن من خلال تسليط الضّوء على قصص نجاح اللّاعبين والبطولات تعزيز ارتباط الجماهير بالرّياضة، ممّا يفتح المجال أمامها لتصبح رياضة مفضّلة عالميّاً.
الجدير بالذّكر أنّ عدداً من نجوم الرّياضة العالميّين يمارسون البادل، مثل لاعبّي كرة القدم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. تخيَّل مباراة تجمع بينهما على أرضيّة ملعب بادل، كيف يمكن أن تُحدث هذه المباراة طفرةً في شعبيّة الرّياضة؟ هل يمكن أن يكون ذلك بداية لتحوّل البادل إلى رياضة عالميّة تتصّدر المشهد الرّياضي؟
مع التّخطيط السّليم والدّعم الإعلامي، قد نرى يوماً ما تصدّر رياضة البادل قوائم الرّياضات الأكثر متابعة وربّما طرقها أبواب الأولمبياد في المستقبل القريب.