فيليب عادل حنين

الفوضى في الجنوب وقاحة مقنّعة بالشجاعة

ما نشهده اليوم في جنوب لبنان ليس بطولة ولا تحدياً مشروعاً، بل استعراضاً أحمق من قِبل بعض المجموعات التي تتصرّف وكأنها فوق الدولة والقانون. هؤلاء الذين يتحدون الجيش اللبناني ويتصرفون بعقلية الفوضى، أين كانوا عندما كانت بلداتهم تُسوى بالأرض؟ لماذا هربوا وأخلوا منازلهم إذا كانوا بهذه الشجاعة التي يدّعونها اليوم؟ الحقيقة أنهم لم يهربوا خوفًا من العدو، بل من أجل النجاة بأنفسهم، وها هم الآن يعودون فقط لاستعادة زمن الفوضى والانفلات الأمني، وكأنهم يرفضون أي شكل من أشكال الدولة والنظام.


ما يحدث ليس مقاومة، بل إهانة للقانون، ومحاولة بائسة لإعادة عقارب الساعة إلى زمن كانت فيه مناطق الجنوب تعيش في ظل الفوضى، بعيداً عن أي سيادة للدولة. هؤلاء لا يتحدّون إسرائيل، بل يتحدّون الجيش اللبناني وسلطته، وكأنهم فوق المحاسبة. هذا ليس تعزيزًا للمعنويات، بل غباء صِرف وتصرفات صبيانية تستحق العقاب.


على الجيش اللبناني أن يفرض سلطته بحزم، دون تردد أو تهاون. كلّ من يخالف أوامر الجيش أو يعرقل تنفيذ القانون يجب أن يُعتقل فوراً، ويُسجن لمدة لا تقل عن سنة، ليكون عبرة لمن يظن أن الدولة ضعيفة. بل أكثر من ذلك، يجب محاسبة من يحرّكهم ويوجههم، فهؤلاء المتلاعبون بأمن لبنان لا يمكن السماح لهم بإعادة الفوضى.


الحكومة المقبلة والجيش أمام مسؤولية تاريخية. إعادة فرض سلطة الدولة بالقوة، وإن لزم الأمر، بوسائل أكثر صرامة. لا مجال للمساومة، ولا مفر من فرض الانضباط في الجنوب وفي كلّ لبنان، ولو استدعى ذلك إجراءات حازمة لا تروق لمن اعتادوا العيش خارج القانون. إما دولة قوية، أو لا دولة على الإطلاق.


لبنان اولاً، لبنان فقط.