أحدث تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك (DeepSeek)"، ضجةً كبيرةً، وحالةً من الرهبة والذهول في قطاع التكنولوجيا الفائقة، وأثار تساؤلات حول مستقبل الهيمنة الأميركية على الذكاء الاصطناعي.
فكيف يختلف "ديب سيك" عن روبوتات الدردشة الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي؟
بحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية، فإن "ديب سيك" يشبه إلى حد كبير روبوتات الدردشة الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، على الرغم من أنه يميل إلى الإفراط في الكلام والدردشة، فهو يشرح أسباب تقديمه بإجابات معينة للأسئلة المطروحة عليه، وهو أمر لا تفعله روبوتات الدردشة الأخرى.
وكما هو الحال مع تطبيق "تشات جي بي تي" التابع لشركة "أوبن إيه آي"، أو "جيميناي" التابع لـ"غوغل"، فإن كل ما عليك فعله لاستخدام "ديب سيك" هو فتح التطبيق (أو الموقع الإلكتروني) وطرح أسئلة عليه حول أي شيء، ليبذل قصارى جهده لإعطائك إجابة.
وعلى الرغم من تقديم "ديب سيك" إجابات طويلة، فإنه لن يقوم بالتعبير عن رأيه في أي شيء، مهما طُلب منه ذلك بشكل مباشر. فهو غالباً ما سيستجيب للسؤال بالقول إن الموضوع "شخصي للغاية" - سواء كان ذلك يتعلق بالسياسة (مثل سؤاله عمَّا إذا كان دونالد ترامب رئيساً جيداً للولايات المتحدة؟) أو بأي موضوع بسيط مثل المشروبات الغازية على سبيل المثال (أيهما ألذ، بيبسي أم كوكا كولا؟).
وحتى في حال سؤاله ما إذا كان يرى أنه أفضل من منافسه "تشات جي بي تي" أم لا، فلن يجيب "ديب سيك" بشكل مباشر، لكنه سيقوم بسرد إيجابيات وسلبيات كليهما، مع العلم أن "تشات جي بي تي" يفعل الشيء نفسه تماماً، بل ويستخدم لغةً متشابهةً للغاية لتلك المستخدمة من قبل "ديب سيك".
إلا أن التطبيق الصيني يختلف عن "تشات جي بي تي" بشدة في عدم استجابته لأي أسئلة حساسة تتعلق بالصين.
فإذا سُئل "ديب سيك" عن الرئيس الصيني شي جينبينغ، أو احتمال غزو الصين لتايوان، فإنه يتجنَّب الإجابة ويقترح "الحديث عن شيء آخر".
البيانات الحديثة
وتقول شركة "ديب سيك" إنها درَّبت تطبيقها على مجموعة من البيانات حتى تشرين الأول 2023، وبينما يبدو أن التطبيق لديه إمكانية الوصول إلى المعلومات الحالية مثل تاريخ اليوم، فإن إصدار الموقع لا يفعل ذلك.
ولا يختلف هذا عن الإصدارات السابقة من "تشات جي بي تي"، وربما يكون محاولة لزيادة الحماية والأمان، لمنع روبوت الدردشة من نشر أي معلومات مضللة يتم ضخها على الإنترنت في الوقت الفعلي.
الكفاءة والقدرات
تقول "ديب سيك" إن نموذجها المتقدم "R1" يقترب أو يتفوق على نماذج منافِسة في عدد من المؤشرات القياسية الرائدة التي تقيس قدرات الذكاء الاصطناعي، مثل "إيه آي إم إي 2024 (AIME 2024)"، الذي يقيس قدرات هذه النماذج في المهام الحسابية، و"إم إم إل يو (MMLU)" الذي يقيس قدراتها المعرفية العامة، و"ألباكا إيفال 2.0 (AlpacaEval 2.0)" الذي يقيس أداءها في الأسئلة والأجوبة.
بالمقارنة، فإن "تشات جي بي تي" الذي طوَّرته الولايات المتحدة لا يتردد في الإجابة عن مثل هذه التساؤلات.
التكلفة
يبدو أن تكلفة تدريب وتطوير نماذج "ديب سيك" لا تمثل سوى جزء بسيط مما هو مطلوب لمنتجات "أوبن إيه آي" و"ميتا" المتطورة.
وقد أثارت كفاءته العالية، على الرغم من قلة تكلفته، قلق وحيرة الشركات الأميركية العملاقة، مثل "إنفيديا"، و"ميتا"، والتي أنفقت مبالغ ضخمة للهيمنة على قطاع الذكاء الاصطناعي المزدهر.
السرعة في الاستجابة
قد يكون "ديب سيك" سريعاً جداً في استجاباته، لكنه يعاني حالياً بسبب العدد الهائل من الأشخاص الذين يحاولون تجربته بعد انتشاره على نطاق واسع، والضجة التي أثارها حول العالم.