لبنان اليوم يقف أمام خيارين. إما استعادة سيادته وبناء دولة حديثة، وإما الاستمرار في دوامة الانهيار تحت سيطرة أحزاب لا تؤمن به ككيان نهائي ومستقل.
لا يمكن الحديث عن الإصلاح، إعادة الإعمار، أو الاستقرار في ظل وجود قوى سياسية ترفض الاعتراف بسيادة لبنان وتعمل لخدمة أجندات خارجية، مما يشكّل عقبة أساسية أمام أي مشروع نهضوي حقيقي.
١) إنهاء الأحزاب غير السيادية لحماية الدولة من الداخل
لبنان ليس ساحةً للصراعات الإقليمية، ولا تابعًا لأي محور خارجي. وجود أحزاب لا تعترف بلبنان كوطن نهائي يشكّل خطرًا وجوديًا على الدولة. هذه الأحزاب، سواء أكانت مدعومة من قوى خارجية أو مرتبطة بأيديولوجيات عابرة للحدود، تُضعف المؤسسات، تُعطّل الإصلاح، وتُبقي الدولة رهينة لمصالحها الخاصة.
لذلك، يجب حلّ هذه الأحزاب فورًا ما لم تقم بتعديل مبادئها التأسيسية لتتماشى مع لبنان الحرّ، السيادي، والديمقراطي، وخصوصًا بتّ المسائل الآتية نهائيًا وبشكل واضح:
لا سلاح خارج الدولة.
لا وصايات خارجية.
لا مشاريع أيديولوجية تهدد وحدة لبنان.
٢) دعم القيادة الوطنية لإنقاذ لبنان من عقودٍ من السياسات الفاشلة
لدينا اليوم رئيس ورئيس وزراء مكلَّف يجب أن يكونا وسام شرف على صدر كلّ لبناني. لكنهما يواجهان عراقيل من طبقة سياسية اعتادت أن تحكم بالصفقات والتعطيل، تريد إفشالهما كما أفشلت كل محاولة للإصلاح سابقًا.
لن نقبل بعد اليوم أن نُقاد من وزراء وسياسيين عاجزين، يكونون مجرد أدوات تتلقّى الأوامر بلا وعي أو إرادة.
يجب أن تكون الحكومة المقبلة قائمة على الكفاءة لا المحاصصة، على الإصلاح لا الترضيات، على السيادة لا التبعية.
لا يحق لأحد في العرقلة أو العبور على حساب مصالح اللبنانيين. ابتعدوا عن طريقهم، لدينا وإياهم وطن نبنيه لأطفالنا.
٣) حان الوقت أن ننتقل من الألم إلى الفرح
لن نبقى أسرى الفساد بعد اليوم. لقد حفرت المعاناة في وجوهنا خطوطها، ليس فقط من الزمن، بل من كلّ مرة بكينا فيها قهرًا على بلدٍ أرهقه الفساد والخذلان. لكننا اليوم جائعون. نعم، جائعون لفرح طال انتظاره، لضحكة صادقة تمتزج بدموع الفرح بدل دموع الألم.
لا نريد لبنان بقرةً حلوبًا للفاسدين، بل وطنًا نحيا فيه بكرامة ونورثه لأبنائنا.
لا نريد أن نترك لأطفالنا وطناً ممزّقًا بالصراعات، بل دولة تحميهم، تحترم حقوقهم، وتوفّر لهم الأمان الذي سُرِق منا.
القرار بيدنا. إما التغيير والتحرير الحقيقي أو الانزلاق إلى ألاعيب الفاسدين. إما أن نصنع التاريخ، أو نبقى رهائن الماضي.
اليوم لدينا فرصة لإنقاذ لبنان. المسألة مصيرية تستوجب تحركًّا عاجلًا من دون أي تأخير، يبدأ، كما قلنا، بحلّ الأحزاب التي لا تؤمن بلبنان وطن نهائي، أو إجبارها على تعديل مبادئها، وبدعم القيادة الجديدة، ومساعدتها على أن تكون حامية للوطن والدستور، ومنحها الفرصة لإنقاذ البلاد من كارثة دامت عقودًا طويلة. وبذلك تبدأ الخطوات الجدية والمجدية لإعادة بناء الدولة على أسس السيادة، الكفاءة، والمحاسبة، بعيدًا من المحاصصة والفساد.
حان وقت التحرير الحقيقي. تحرير لبنان من الوصاية الداخلية والخارجية، وبناء دولة تحفظ كرامة شعبها، بدل أن تكون ساحةً لتصفية الحسابات. لبنان لا يحتمل المزيد من الصفقات الفاسدة، والمستقبل لن يُكتب إلا بسيادة حقيقية وقيادة نظيفة.
لبنان أولًا، لبنان فقط