"الحرب الباردة الجديدة" مع الصين

ألمانيا: المواجهة تُحتّم تكاتفاً أوروبيّاً - أميركيّاً

02 : 00

الحرب الباردة الجديدة سوف تُشكّل هذا القرن (أ ف ب)

أكد المسؤول الألماني عن العلاقات عبر ضفّتَيْ الأطلسي بيتر باير أن على أوروبا والولايات المتحدة الوقوف صفّاً واحداً في مواجهة "الحرب الباردة الجديدة مع الصين"، بغض النظر عن الفائز في الإنتخابات الأميركيّة المرتقبة في 3 تشرين الثاني، مشدّداً على أن المصالح المشتركة تفوق الخلافات.

وإذ قال المسؤول الألماني عن تنسيق العلاقات مع الولايات المتحدة وكندا خلال مقابلة مع وكالة "فرانس برس": "على أوروبا أن تقف جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة في مواجهة التحدّي الهائل الذي تُمثله الصين"، أضاف أن "الحرب الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة والصين بدأت بالفعل وسوف تُشكّل هذا القرن".

وبعد أربع سنوات من الخلافات المتكرّرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل على قضايا من بينها إيران والتجارة و"حلف شمال الأطلسي" والمناخ، ليس سرّاً وفق باير، أن ألمانيا ستجد من الأسهل التعامل مع جو بايدن. لكنّه شدّد في الوقت عينه على أنّه رغم المخاطر الكبيرة للسباق الإنتخابي، فإنّ فوز ترامب بولاية ثانية لن يؤدّي إلى انهيار الغرب، لافتاً إلى التعاون الوثيق مع أعضاء في الكونغرس والعديد من الولايات الأميركيّة. وتابع: "لن يكون الوضع قاتماً كلّياً في حال فوز ترامب بولاية ثانية، كما لن يكون أفضل".

وفيما رأى باير أن عقوداً من التعاون في فترة ما بعد الحرب بين الحلفاء، وضعت "أُسس ما يُفترض أنّها قيم قديمة، مثل الحرّية والديموقراطيّة والسلم والإزدهار"، اعتبر أنّه "من المجدي التذكّر بأنّ الأميركيين علّمونا تلك القيم ونحن ما زلنا ممتنين لهم". وأردف: "يأتي ذلك على نقيض النظام الصيني الذي يتّسم بالديكتاتوريّة وانعدام حرّية الصحافة وحقوق الإنسان والمراقبة الرقميّة والإنتهاكات بحقّ الأويغور، وهونغ كونغ والبيئة...".

وباير يُعتبر أحد الأعضاء الكبار القلائل من الحزب المسيحي الديموقراطي الذي تنتمي إليه ميركل، في وزارة خارجيّة يُديرها الإشتراكيّون الديموقراطيّون، الشريك الأصغر في الإئتلاف الحكومي الحاكم. وذكر أنّه سيتعيّن على الحزب المسيحي الديموقراطي التفكير في تلك العناصر الحاسمة عند اختيار قيادة جديدة له قبل الإنتخابات العامة العام المقبل، وطيّ صفحة حكم ميركل الذي استمرّ 16 عاماً. وأضاف: "يتعيّن على الفائز مواجهة تلك القضايا".

وأوضح المسؤول الألماني أن الأمن هو أحد المجالات التي يتعيّن على ألمانيا تعزيز جهودها فيها، خصوصاً بالنظر إلى عزم ترامب على خفض عدد القوّات الأميركيّة المتمركزة في ألمانيا من 25 ألف عنصر إلى 9500. وفي تبريره لتلك الخطّة، أشار ترامب إلى الغضب من ألمانيا إزاء عدم إلتزامها بأهداف "حلف شمال الأطلسي"، في ما يتعلّق بالإنفاق الدفاعي ولمعاملة الولايات المتحدة "بشكل سيّئ" في شأن التجارة. وفي هذا الإطار، أكد باير أنّه "لا نُريد أن نجعل من "حلف شمال الأطلسي" حلفاً عفا عليه الزمن"، مضيفاً: "لكن يتعيّن علينا ولمصلحتنا أن ندفع نحو تعزيز التعاون الدفاعي داخل أوروبا". ولفت إلى أن جيل الشباب من الألمان يُبدي اهتماماً أقلّ بثقافة البوب الأميركيّة أو ببرامج الدراسة في الخارج، ممّا نشأ عليه هو في ألمانيا الغربيّة في فترة الحرب الباردة، مشيراً إلى أن أستراليا وكندا باتتا على الأرجح أكثر جذباً للقلوب والعقول.

كما أقرّ بأنّ ألمانيا أهملت بين الحين والآخر العلاقات الأميركيّة في العقد الماضي وتتحمّل جزءاً من اللوم عن أي تباعد بينهما. وكشف باير أن الاستطلاعات تُشير إلى أن ألمانيا والألمان يتمتّعون بشعبيّة كبيرة لدى العديد من الأميركيين، مع نوايا لإحياء العلاقات، معتبراً ذلك "نقطة يتمّ الإنطلاق منها".


MISS 3