في الوقت الذي حصد فيه عدّاد الوفيات من الفيروس التاجي أرواح أكثر من مليون مريض، وفيما يُصاب أكثر من مليونَيْن في الأسبوع الواحد حول العالم، اعتبر المدير العام لمنظّمة الصحة العالميّة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن "الآوان لم يفُت أبداً لتغيير الأمور". وقال تيدروس في مقال نشرته صحيفة "ذي انديبندنت" البريطانيّة: "الأمثولة الأهمّ تبقى هي نفسها مهما كانت المرحلة التي بلغتها الجائحة في بلد ما: لا يفوت الآوان أبداً لتغيير مجرى الأمور"، مشدّداً على السرعة غير المسبوقة التي نجح فيها العالم في اعتماد فحوص ورصّ الصفوف للتوصّل إلى لقاحات فعّالة وآمنة.
وفي السياق، أعلن تحالف اللقاحات (غافي) المتعاون مع منظّمة الصحة العالميّة تخصيص 100 مليون جرعة إضافيّة من اللقاح المستقبلي ضدّ "كوفيد 19" للبلدان الفقيرة. وفي مطلع آب، أعلن تحالف "غافي" ومؤسّسة "بيل وميليندا غيتس" التعاون مع معهد "سيروم إنستيتيوت أوف إنديا"، أكبر مصنع للقاحات في العالم لناحية عدد الجرعات، لتسليم 100 مليون جرعة. وستُباع اللقاحات بسعر لا يتعدّى 3 دولارات للجرعة الواحدة، مع إمكان الحصول على جرعات أكثر.
توازياً، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب توزيع 150 مليون فحص سريع في الولايات المتحدة للكشف عن الإصابة بالفيروس التاجي في غضون 15 دقيقة، وهي طريقة مماثلة لاختبارات الحمل وأسرع بكثير من الفحوص المخبريّة المستخدمة منذ بداية الوباء، وإن كانت أقلّ دقّة منها، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "قيادة مسؤولة" في مواجهة الأزمة الوبائيّة، لافتاً إلى أنّه "لا نرى أفقاً بعد لنهاية تفشّي الفيروس وفقدان الوظائف والإضطراب في التعليم والإرباك في حياتنا"، لكن "نحن قادرون على تخطّي هذا التحدّي".
وفي الأثناء، دعت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل إلى فرض قيود جديدة لمواجهة ارتفاع الإصابات بالمرض في البلاد مع اقتراب فصل الشتاء. وتُريد ميركل التي اجتمعت مع مسؤولي المناطق الست عشرة في ألمانيا، أن يقتصر عدد المشاركين في الحفلات الخاصة على 25 شخصاً وعلى 50 في الحفلات المقامة في الأماكن العامة. وسيتمّ إبقاء مواعيد محدودة لفتح المتاجر، قد تتفاوت من منطقة إلى أخرى.
وفي الشرق الأوسط، استبعد وزير الصحة الإسرائيلي يولي إدلشتاين رفع قيود الإغلاق الشامل الثاني بعد إنتهاء فترة الأسابيع الثلاثة التي أُعلن عنها سابقاً لإحتواء تفشّي الفيروس الفتّاك. ووفقاً لجهاز الإستخبارات الإسرائيلي، فإنّ معدّل الوفيات اليومي للفرد في الدولة العبريّة قد تجاوز مثيله في الولايات المتحدة.
