ما رأي الشيخ نعيم لو هبطت في مطار رفيق الحريري الدولي طائرة فرنسية تقل حجاجاً لبنانيين عائدين من سانت لورد وعلى متن الطائرة ثلاثة مليارات يورو "كاش" تسلم إلى بيت "الكتائب" المركزي مباشرة لصرفها على تعزيز الصمود الاجتماعي وإنماء بكفيا والجوار؟
إن كان هذا الأمر مقبولاً فيا مرحى بماهان إير وما تحمله من دولارات حلال.
صحيح أن الأموال الإيرانية، كما يقال، مخصصة لإعمار المناطق المتضررة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، والأصح أن على الجمهورية الإسلامية أن تدرك، ولو متأخرة 40 سنة، وجود دولة وحكومة هي الوحيدة المولجة قانوناً قبول كل الهبات (مش بالكيلو) وصرفها.
لماذا يريد الشيخ نعيم من الحكومة الحالية أن تفعل ما لم تفعله الحكومة السابقة؟ وما جدوى العنتريات الفارغة وتلك الاستعراضات التحريضية في وجه العهد؟
لماذا ينتفض الشيخ نعيم على الإملاءات الأميركية ولم يجف بعد حبر التوقيع على اتفاق مكتوب بحبر أميركي وموافقة صريحة من "الثنائي"؟ لماذا لم يتصدّ لأعمال التفجير والقتل والاعتداءات اليومية في ثلاثة أشهر مكتفياً بشعارات من وزن "لا تختبروا صبرنا" إن نفد صبركم ماذا انتم فاعلون؟ وماذا لو لم تنفذ إسرائيل غداً (اليوم) انسحاباً شاملا؟ أتخوضون حرباً جديدة ومجيدة ومظفرة كالتي شهدناها ولا تزال فصولها مستمرة من جانب واحد بعد خروج الجانب الآخر من الخدمة.
بالمناسبة يا شيخ هل كانت السيادة ناجزة بوجود رأس الدولة في عنجر؟ أو هي السيادة وجهة نظر؟
تذكّر الشيخ نعيم أن الدولة هي المسؤولة عن السيادة وأعطاها فرصة أخيرة قبل أن يتصرف. وهل حفر الأنفاق تحت المنازل وتكديس الأسلحة بينها واستقدام كل أنواع الصواريخ من إيران عبر سورية من مقومات السيادة الوطنية. أرجوك يا شيخ لا تقل إن ما فعلتموه كان دفاعاً عن الدولة وعن الشرف وعن الطول وعن العرض. مسحوا بنا الأرض يا شيخ الحكواتية. حكيك يستهدف البسطاء حصراً. حتى البسطاء ما عادوا يصدقون.
مشكلة الشيخ نعيم اعتقاده الراسخ أن حزبه انتصر في حرب إسناد غزة وانتصر في حرب "أولي البأس" وانتصر في سورية على التكفيريين وانتصر للست زينب وانتصر في اليمن وكيف ما "زتيت الحزب بيجي منتصر". لا يقبل نقاشاً او نقداً أو لوماً. وُلد كما من سبقه في سدة الأمانة العامة معصوماً عن الخطأ.
لكن مشكلة الشيخ الأساسية ذات طابع مرضي. إنه يرى ما يريد يا دكتور ويقارب الأحداث كما يريد ويقرأ أحداث الميدان ويجري الحسابات مثلما يريد سمع طبيب نفسي عرضاً لحالته المتفاقمة وبدا عاجزاً تماماً عن إعادته من سماء تخيلاته إلى كوكب الأرض.
في المحصّلة لو كانت المشكلة بالشيخ نعيم وحده لهانت.