روي أبو زيد

إفتتاح مهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا مساء اليوم

المخرج غوتييه شربل رعد: فلنتحاور عبر الثقافة والفن

7 تشرين الأول 2020

02 : 00

"لا تفسد صناعة فيلمك بقلقك من ردود الأفعال"- الممثل وودي ألن

ظروف صعبة مرّت على لبنان أخيراً بدءاً من انفجار بيروت الذي هزّ العالم مروراً بتفاقم أعداد المصابين بفيروس كورونا، وصولاً الى وضع اقتصادي ومعيشي صعب جداً يعاني منه اللبنانيون.

لكن، في ظلّ هذه السوداوية التي تأبى مفارقة بلد الأرز، تبقى الثقافة والفن متنفساً حقيقياً وتعبيراً واضحاً لمكابدة اللبناني وتحدّيه الجهل الذي يحيط به من كلّ حدب وصوب.

ولأنّ الفن لغة عالمية، ها هي فرنسا تحاور لبنان مجدداً بهذه اللغة، حيث تحتفي به هذه المرّة عبر "مهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا"Festival du Film Libanais de France “FFLF”، بدورته الأولى. وسيطلق عند الثامنة من مساء اليوم في L’institut du monde arabe في باريس، بجهود مؤسسة المهرجان والمديرة المشاركة سارة حجار والمخرج غوتييه شربل رعد المدير المشارك للمهرجان. واختير المخرج فيليب عرقتنجي، ليكون عرّاب المهرجان فوصفه "بفعل مقاومة وشجاعة". أما لجنة التحكيم، فتضمّ: كريستين شويري، أندريه ناكوزي، رودريغ سليمان، إيلي يزبك، ميريام ياسين وسيرج عقل.

ورعد الذي نظّم العام الفائت مهرجان الأفلام المستقلة في بيروت، يشير في حديث لـ"نداء الوطن" قائلاً: "دعونا نتحاور من خلال الثقافة التي بإمكانها استيعاب الخلاف والاختلاف".



سارة حجار وغوتييه شربل رعد



ويكشف رعد أنّ الافتتاح سيتم بحضور المخرج جيمي كيروز، وعرض فيلمه “Broken Keys”، الذي رُشّح ضمن اللائحة الرسمية لمهرجان كان السينمائي لعام 2020، وموسيقى الفيلم بتوقيع الملحن اللبناني-الفرنسي غبريال يارد.

ويشدد على أنّ "رسالتنا تكمن بتسليط الضوء على حضارتنا وتعزيز دور الفنان الذي يعاني في وطنه"، لافتاً الى أنّ هدف المهرجان الرئيس هو "إظهار الصورة الحقيقية للبنان بالرغم من عدم انتشارها كما يجب بسبب الأوضاع العامة".

ويلفت رعد الى أنّ "هناك غياب للمهرجانات الثقافية اللبنانية في الساحة الفرنسية، بالرغم من وجود لبنانيين كثر في باريس واقتراب الثقافة اللبنانية من الفرنسيين".

ويضيف أن "المهرجان سيسنح الفرصة لعرض الأفلام المشاركة كافة والتي تمّ منع عرضها في لبنان لمسّها بـ"محرّمات معيّنة"، موضحاً أنّ "المهرجان سيعكس وجهة نظر الشباب اللبناني المثقّف الذي يصارع للحفاظ على حضارته وبثّ الحياة فيها". ويردف أنّ "هناك نوعين من الأفلام المشاركة: 7 أفلام خارج المنافسة و16 في قلب المنافسة تجمع في طيّاتها المواضيع كافة.

ويتناول رعد مثلاً فيلم "بيت الشاطئ" لروي ديب والذي يتناول موضوع المثلية الجنسية في إطار درامي محلي. الفيلم الذي مُنع في لبنان سيعرض في المهرجان.

ويوضح رعد في هذا السياق: "لا يمكن أن نحجب نظرنا عن أي موضوع كان"، متسائلاً: "كيف يمكن لنا ان نمنع عرض فيلم؟ نحن نؤمن بالأفلام والسينما والرسائل التي يجب إيصالها".

وفضلاً عن تسليط الضوء على أعمال المخرجين اللبنانيين وتجلّي رؤيتهم في السينما، يهدف الـ FFLF إلى تقديم الدعم للمتضررين من انفجار بيروت.

ويكشف رعد أنه "سيتم تخصيص 1% من سعر كل بطاقة للصليب الأحمر الفرنسي، الذي بدوره سيحوّل المال إلى الصليب الأحمر اللبناني؛ كما سيخصّص 10% من التبرّعات إلى طلاّب المرئي والمسموع، في جامعة القديس يوسف USJ".

أندريه ناكوزي: المهرجان لبناني بامتياز ويضيء على مواهب إخراجية شبابية

"ما في أحلى من السينما وإنك تحضر أعمال PROFESSIONNELLE وتقدر تتفاعل مع كل موضوع مقدمينو المخرجين اللبنانيين"، بهذه الكلمات تعرب عضو لجنة تحكيم المهرجان الممثلة أندريه ناكوزي عن فرحتها بالمشاركة. وتضيف: "هذه تجربتي الثانية لمشاركتي في لجنة مهرجانات أفلام قصيرة". 



أندريه ناكوزي



وتردف ناكوزي: "المهرجانات مساحات حرّة لعرض مواضيع الأفلام السينمائية كافة، من دون ضوابط أو منع من قبل جهة ما"، موضحة أنّ "الموانع والضوابط موجودة في السينما اللبنانية والعالم العربي، لكن السينما لا تدخل بيوت الناس كالتلفزيون، خصوصاً وأنّ الناس يقصدون صالات الفن السابع لمشاهدة الأفلام المعروضة بكامل حريتهم، لذا أرفض القمع المتّبع في السينما وفرض الضوابط فيها".

وتشدد على أنّ "الفن السابع مساحة واسعة كي يعبّر كل إنسان عن رؤيته للمواضيع التي تحيط بنا بحرية تامة ومن دون قيود او شروط"، لافتة الى أنّ "الفن ملاذ للتعبير وتسليط الضوء على رؤية كلّ فنان".

وتكشف ناكوزي أنّ "تقييم الأفلام المعروضة يقوم على أساس المواد الفنية والتقنية المقدّمة، فضلاً عن كيفية معالجة المواضيع المطروحة والابتكار المعتمد في سير الأحداث"، مشددة على أنّ "هناك لغة سينمائية ورؤية إخراجية يجب أن تنطلق من الورق لتستقرّ وراء الكاميرا فتصل للمشاهد في نهاية المطاف".

وتلفت أنه "تنتظر من كلّ عمل تشاهده محاكاتها عبر تقديم المواضيع بطريقة خلّاقة"، موضحة أنّ " بعض الأفلام التي شاهدتها أثّرت بي كثيراً". وإذ تثني ناكوزي على أعمال الخرّيجين وما يميّزها على الصعد كافة، تلفت الى أنّ "هؤلاء يطرحون المواضيع بطريقة مميزة وينفّذونها بنضوج مصحوب برؤية إخراجية شبابية لافتة". 

وتختم حديثها بالقول: "هذا المهرجان ليس وليد اللحظة بل تمّ التخطيط له منذ أشهر عدة، لذا تابع مساره بالرغم من الأحداث الأخيرة الصعبة التي ألمّت بلبنان، ما يشير الى أنّ الثقافة والفن مستمران بالرغم من العوائق كافة"، وتوضح أنّ "التفاعل السينمائي بين اللبنانيين والأوروبيين أساسي جداً وضروري للإضاءة على مواهب جديدة شبابية تعمد الى التغيير الفعلي من خلال الفن".





يستمرّ المهرجان حتى 11 تشرين الأول، بعرض الأفلام في صالة Lincoln الباريسية، كما يتخلّله طاولات مستديرة، master class، وغيرها من اللقاءات التي تفسح المجال للتحاور مع أهل الاختصاص. وفي ختام المهرجان، سيتمّ توزيع 3 جوائز، وهي: جائزة لجنة التحكيم؛ جائزة أفضل فيلم؛ جائزة التفكير الشبابي الخلّاق.