روي أبو زيد

هشام الحاج: إعلامنا تجاريّ والفنّ الراقي غير مُقدّر

19 آب 2019

10 : 58

لماذا تغيب عن الساحة الفنية؟

لم أغب عن الساحة الفنية، إذ أصدرتُ منذ ثلاثة اسابيع أغنية وكليباً جديداً لي بعنوان "ما حبيتني". لكن هذه المرة أردتُ العمل بطريقة مختلفة، إذ اكتفيت بنشرها على صفحاتي على السوشيل ميديا فحسب. قرّرتُ أن أعمل على تفعيل منصاتي خصوصاً أنّ منابر التواصل الإجتماعي تصل للجمهور بشكل اسرع، وبذلك أتمكّن من قياس "جماهيريّتي" الحالية وأقيّم انتشاري ومدى تأثيري في هذه المواقع.

وكيف تجد ردّ الفعل الى الآن؟

إنه جيّد جداً لا بل ممتاز، فالكليب حصد 163 ألف مشاهدة على "يوتيوب". المتابعون حقيقيون ولم أشترِ أرقاماً أو جماهير وهميّة، وعلى ضوء المتابعات وعدد المشاهدات سأكمل نشر أغانيّ المقبلة.

لماذا لم تبثّ الأغنية عبر المحطات الإذاعية والتلفزيونية؟

لديّ عتب كبير جداً على المحطات والإذاعات كافة. للأسف أضحى الفن تجارةً اليوم، معروف أنّ الأعمال كلها التي تُعرض على الشاشة أو عبر الإذاعات "مدفوع ثمنها". ندفع الآلاف لنستمع الى أغنياتنا أو نشاهد كليباتنا وحين ينتهي الدعم الماديّ تصبح أعمالنا في خبر كان. لا نُقدّر كفنانين كما يجب، كنتُ أنتظر أن تتّصل بي محطّة واحدة أو إذاعة لتبشّرني مثلاً ببثّ الأغنية مجاناً، لذلك قرّرتُ عدم دفع المال لأيّ محطة لقاء عرض أعمالي، ولجأت الى "السوشيل ميديا".

ما السبب في ذلك يا ترى؟

نعيش في زمن التجارة والمال والكسب فقط، مجتمعاتنا تتحكّم بها المادة. الفنّ الحقيقي لم يعد مقدّراً، فإعلامنا تجاريّ، خصوصاً بعد وفاة الموسيقار ملحم بركات الذي كان من أوّل المدافعين عن هذا الموضوع. الشعوب تقاس بفنها وثقافتها ومستقبل الأغنية اللبنانية بخطر. يعاملونك كفنان يغني في حفلات عابرة ويتناسون أنّنا عملنا على أنفسنا لأكثر من 20 عاماً، وأصبحنا في زمن من يدفع أكثر يُعرف أكثر! رحم الله أيام الرحابنة وصباح وفيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين وزكي ناصيف، حين كان الفن الراقي مقدّراً. أفهم أنّ البلاد تمرّ بأزمة إقتصادية لكنّني أرفض أن أُعامَل بوقاحة وكأنني فنان مبتدئ.أغاني ملحم بركات مثلاً ما كانت تبثّ في أيّ من المحطات الإذاعية إلا مقابل بدل مادّي. وصلنا الى هذا المستوى من الانحدار الفني في لبنان للأسف.

من هو مثالك الأعلى في الفن؟

الفنان منصور الرحباني الذي زرته في صغري، أسمعته صوتي وأوصى والدي حينها بالاهتمام بي وبمشواري الفني، خصوصاً أنّ صوتي "يملك ميزة نادرة وهي أنّه لا يعرف النشاز".

تستخدم "النشيد الوطني اللبناني" كرنّة لتلفونك، لماذا؟

اتّصلتُ منذ أربع سنوات باللاعب فادي الخطيب وكان يضع النشيد الوطني رنّة على هاتفه، أحببتُ الفكرة وأثارتني حماسته ووطنيّته فقمتُ بالأمر عينه.

أرشيفك مليء بالأغاني الوطنية، لماذا لم تستعمل أغنية منها؟

صحيح. لكنّي أفكر بإنشاء مجموعة من الأشخاص الذين يضعون النشيد الوطني كرنّة، لعلّ الضمائر والوطنيّة تصحو فينا. نحن بخطر، إذ لا يمكننا التنصّل من هويتنا اللبنانية بحجّة أن بلادنا تمرّ في أزمة. الأرض أمي والوطن أبي، بدل رفضهما، علينا أن ندرك أنّ المشكلة تكمن في الحكام والساسة الذين يديرون شؤون الوطن. للأسف فقدنا إيماننا بقضية "إذا الشعب يوماً أراد الحياة" والنتيجة الوضع الحالي الذي نتخبّط فيه اليوم.

أين كنت هذا الصيف؟

احتفلتُ مع الجيش في عيده، وشاركت في مهرجانات عدّة في حاصبيا-عين قانيا، رياق، منيارة-عكار، ولاسا جبيل، وبسكنتا... فضلاً عن إحيائي حفلات وأعراساً عدّة، علماً أنّ الأزمة المالية انعكست على بعض البلديات سلباً فألغت مهرجاناتها.

لماذا ديو "بلدنا" مع الفنانة أمينة ما زال ضارباً حتى اليوم؟

"بلدنا" هي بمثابة مسرحية غنائية من الصعب أن تتكرر. دحضنا به نظريّة "الجمهور عايز كده" عبر تقديمنا أغنية مدّتها سبع دقائق في زمنٍ لا تتخطّى فيه الأغنية الثلاث دقائق، ضمّت أنواعاً ونغماتٍ مختلفة، الطربية والشعبية والرومانسية، وقدّمناها بالمصري واللبناني. وهذا دليل على أنّ الساحة تتّسع للجميع والناس متعطّشة للأعمال الفنية الراقية.


MISS 3