في ظلّ استئناف إسرائيل الحرب على غزة، يبدو أن الغزيين ضاقوا ذرعاً بحركة "حماس"، التي أقحمتهم في دوّامة من الاضطهاد والقتل والدمار والتهجير منذ استيلائها على الحكم في غزة عام 2007، والتي لا تزال ترفض إلقاء سلاحها وتسليم الرهائن الإسرائيليين، إذ خرجت مسيرات في بيت لاهيا في شمال القطاع وخان يونس في جنوبه أمس، ندّدت بـ "حماس" وطالبت بإنهاء الحرب وتنحي الحركة عن الحكم. ودعت عشائر حي الشجاعية في مدينة غزة إلى وقفة احتجاجية ضدّ "حماس"، مشدّدة على أن القطاع ليس حكراً على فصيل أو جماعة بعينها.
ويأتي ذلك بعدما خرج آلاف الفلسطينيين في مسيرات احتجاجية بدت عفوية في شمال القطاع وجنوبه الثلثاء، حيث رفع المتظاهرون، وسط الهتافات المطالبة بالحرّية والسلام، شعارات تدين استمرار القتال وتطالب برحيل القيادات التي لم تجلب سوى الدمار على الغزيين. وأطلق المحتجّون شعارات عدّة أبرزها "برا برا برا... "حماس" تطلع برا".
في السياق، اعتبرت "حماس" أنه "من حق الناس أن تصرخ من شدّة الألم"، لكنها توجّهت إلى "أصحاب الأجندات المشبوهة" بالقول: "أين هم مِما يحدث في الضفة الغربية؟ لماذا لا يخرجون هناك ضدّ العدوان أو يسمحون للناس أن تخرج إلى الشارع للتنديد به؟"، في تصريحات تعكس التوتر بين الفصائل الفلسطينية، إذ جاءت بعد دعوة حركة "فتح" إلى "الاستجابة لنداء الشعب الفلسطيني في غزة".
في المقابل، رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه "شهدنا واقعة غير مسبوقة تمثلت باحتجاجات علنية في غزة ضدّ حكم "حماس"، ما يُظهر أن سياساتنا ناجحة"، مشيراً إلى اختفاء الشرطة التابعة لـ "حماس" مجدّداً بعد ظهورها خلال وقف النار، فيما كرّر تهديداته بالسيطرة على أراضٍ في غزة إذا لم تفرج "حماس" عن الرهائن. وتوعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالتحرّك بـ "أقصى قدر من القوّة" في مناطق إضافية من غزة، كما توجّه للغزيين بالقول إن الحركة "تعرّض حياتكم للخطر وتتسبّب بخسارتكم منازلكم ومزيداً من الأراضي".