كسنجر يُحذّر من بوادر "حرب عالميّة"

02 : 00

في خضمّ الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالنظام الدولي الهشّ، كان لافتاً تحذير وزير الخارجيّة الأميركي الأسبق هنري كسنجر من بوادر "حرب عالميّة" على الأبواب، معتبراً أنّه على الولايات المتحدة والصين وضع حدود للمواجهة بينهما، بحسب ما نقلت عنه وكالة "بلومبرغ".

وقال كسنجر خلال كلمته في مناقشة افتراضيّة استضافها النادي الاقتصادي لنيويورك الأربعاء: "يتعيّن على قادتنا وقادتهم مناقشة حدود المواجهة، حتّى لا يتمّ تجاوز التهديدات. ومن ثمّ، يتعيّن عليهم إيجاد طريقة لتنفيذ السياسة التي سيتمّ الإتفاق في شأنها على مدى فترة زمنيّة طويلة".

وأضاف: "يُمكنك القول إنّ هذا مستحيل تماماً. وإذا كان الأمر مستحيلاً تماماً، فسننزلق إلى وضع مشابه للحرب العالميّة الأولى"، مبدياً قلقه المتزايد من "نشوب حرب باردة جديدة بين الصين والولايات المتحدة"، وهو ما عزاه إلى التقدّم التكنولوجي الذي غيّر المشهد الجيوسياسي إلى حدّ كبير.

ورأى "ثعلب الديبلوماسيّة الأميركيّة" أن واشنطن بحاجة إلى "طريقة جديدة في التفكير"، تُدرك من خلالها أن "العالم معقّد للغاية"، بحيث لا يُمكن لدولة واحدة الإستمرار بتحقيق تفوّق أحادي الجانب في كلّ من المجالَيْن الإستراتيجي والاقتصادي، والهيمنة عليهما في الوقت نفسه.

وكان كسنجر قد حذّر في العام 2019 من أن الصراع بين الولايات المتحدة والصين قد يؤدّي إلى "عواقب وخيمة"، من شأنها أن تكون "أسوأ من عواقب الحروب العالميّة"، ولتفادي ذلك، نصح البلدَيْن بحلّ خلافاتهما. ونجح كسنجر، خلال عمله كمستشار للرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، بتنظيم المفاوضات السرّية والمعقّدة التي أفضت العام 1972 إلى زيارة نيكسون إلى الصين ولقائه ماو تسي تونغ، مؤسّس النظام الشيوعي، في حدث بالغ الأهمّية آنذاك في أجواء "الحرب الباردة".


MISS 3