تزامناً مع عيد الفطر المبارك، نظّم "المعهد الوطني العالي للموسيقى – الكونسرفتوار"، بدعوة من رئيسته المؤلّفة الموسيقية هبة القواس حفلة موسيقية غنائية على "مسرح كركلا"، مع "الأوركسترا الوطنيّة للموسيقى الشرق – عربية" بقيادة المايسترو أندريه الحاج، وأحيتها غناءً المطربة جاهدة وهبه، رافقهما كورال المعهد بإدارة السيدة عايدة شلهوب زيادة.
حضور رسمي وجماهيري كبير، ضاقت به مقاعد المسرح، رحّبت به القواس قائلةً: "نلتقي اليوم على منصة يتجسّد فيها الشعرُ صوتاً، والموسيقى روحاً، والفكرُ حضوراً حَيّاً نابضاً... لا نحتفي بفنّ الأداء فحسب، بل نحتفي بفلسفة الاندماج العميق بين الكلمة والنغمة، بين الشعر ككائن سامٍ، والموسيقى كسرّ كوني تُولد من صمتٍ متأملٍ وتفيضُ بالحضور".
ثمّ بصوتها المصقول وتجربتها الفنية الاستثنائية، حلّقت الفنانة جاهدة وهبه إلى طبقات عليا من الأداء المتفرّد، حملت معها جمهور الحاضرين، إلى فضاءات خارج الزمان والمكان. "في رحاب القصيدة والمقام" وهو العنوان الذي وسّعت له وهبه منازل صوتها وحضورها، تحوّل على الخشبة إلى رحابةٍ من أصالة وحداثة، إلى مزج متمكّن من استحضار المقام إلى مقاله الأثير في الحنجرة الحاضرة دوماً للاحتفاء بالفن الملهم. روائع من ألحان وقصائد كبار الشعراء والملحنين المعاصرين، أدتها المطربة القديرة، منها "سكن الليل" (جبران خليل جبران/ محمد عبد الوهاب)، و "رح حلفك بالغصن يا عصفور" (ميشال طراد/ الأخوان رحباني)، ثمّ "أرض الغجر" (ماجدة داغر/ شربل روحانا)، و "لا ما بندم ع شي" (ميشال فوكير/ شارل دومون) وهي ترجمة وهبه عن أغنية "Non rien de rien"، وأغنية "يا حبيبي تعال الحقني" (أحمد جلال/ مدحت عاصم)، وغيرها من الألحان الخاصّة لوهبه لقصائد من كبار الشاعرات والشعراء.