تحطيم مدرجات، قذف زجاجات المياه إلى اراضي الملاعب، اعتداء على الحكام، إطلاق شعارات سياسية وطائفية على المدرجات، ظاهرة كانت ولا تزال تشكل جزءاً من مشهد الرياضة اللّبنانية وملاعبها، بشكل يطال سمعة رياضتنا وتاريخها وتنعكس ضرراً على مستقبلها.
على رغم أن الرياضة من أهم المجالات التي تستطيع أن تجمع الشعب وتوحده بمختلف طبقاته وانتماءاته. إلّا أنّ الخصومة الرياضية تُترجم بخلافات وانقسامات عنيفة بين الجمهور اللّبناني في الكثير من الأحيان.
وبالطبع السياسة في لبنان انعكست تقسيماً طائفياً حتى على الرياضة وتحديداً في كرة السلة، لنستبدل عبارة العقل السليم في الجسم السليم، بعبارة قل لي ما طائفتك أقول لك من تشجع!
وفي كرة السلة التقسيم واضح، ولا يتعب المتابع غير اللبناني في فهم الطائفية اللبنانية.
إلا أن هذه الظاهرة بدأت تتراجع تدريجياً، وبدأ اللّبناني يلاحظ تراجع الشعارات الطائفية في ملاعب كرة السلة حيث يُعد غياب الأعلام التي كان يحملها المشجعون، والتي كانت ترمز إلى أحزاب معينة، خير دليل على ذلك.
وهذا التغيير ليس فقط على المستوى النظري، بل يترجمه الواقع أيضاً، حيث أكد النائب جهاد بقرادوني، الرئيس الفخري لنادي الحكمة، في حديث إلى «نداء الوطن»، هذا التراجع في الشعارات الطائفية داخل ملاعب كرة السلة.
وأشار بقرادوني إلى أن السياسة الأساسية التي يعتمدها هو والنادي تقوم على فصل الرياضة عن السياسة، وبطبيعة الحال، عن الطائفية أيضاً.
وأضاف: «عملنا كثيراً على هذا الموضوع في نادي الحكمة، ولا شك أن هناك المزيد من الجهد المطلوب. صحيح أننا نلاحظ أحياناً عودة بعض هذه الشعارات، إلا أن عملنا مستمر مع الجمهور، والرابطة، والمسؤولين في النادي للحد من هذه الظاهرة «البشعة» التي لا تمت إلى الرياضة بصلة».
وأكد بقرادوني أن الشعارات الطائفية تراجعت بنسبة تتراوح بين 80 و90 %.
ورغم كونه نائباً في البرلمان ومنتمياً إلى حزب «القوات»، شدد الأخير على رفضه التام لأي شعار سياسي أو طائفي أو مناطقي في الملاعب، قائلاً: «هذا لا علاقة له بالرياضة. نختلف في السياسة، ولكن يجب أن نلتقي في الرياضة. وبصفتي نائباً، ربما أتمكن من التأثير في منع انتشار هذه الشعارات مجدداً.
وعند سؤاله عمّا إذا كانت السياسة قد ابتعدت عن كرة السلة، فأجاب: «السياسة بعيدة عن نادي الحكمة. أنا مسؤول عن نادي الحكمة، وهنا السياسة غائبة».
وفي سياق غير منفصل، أشار رئيس الاتحاد لكرة السلة أكرم الحلبي في حديث إلى «نداء الوطن» إلى أن تراجع الشعارات الطائفية في الملاعب يعود إلى سلسلة إجراءات حازمة اتخذها الاتحاد، مثل تغريم بعض الأندية، بالإضافة إلى توقيفات ومنع عدد من الأشخاص من دخول الملاعب لفترات طويلة.
وأضاف أن هذه الظاهرة بدأت بالتراجع منذ العام الماضي، مع ازدياد شعبية اللّعبة، حيث بات جزء كبير من جمهور كرة السلة يدرك أن هذه رياضة وليست ساحة للتعبير السياسي أو الطائفي.
وأكد رئيس الاتحاد أن السياسة باتت بعيدة عن كرة السلة، رغم أنها لا تزال تلعب دوراً في تمويل بعض الأندية. وقال: «لكننا لا نرى شعارات طائفية في المباريات، والسياسة بعيدة عن الاتحاد وممنوع تقرّب».
وفي حال تدخلت السياسة أجاب: هناك نظام داخلي واضح، وأي تدخل سياسي سيُقابل بأقصى العقوبات. فهل هناك ما يحمي الإنسان أكثر من القانون؟ لذلك، يجب أن يُطبق القانون بكل صرامة.