"مناظرة بديلة" بين المرشّحَيْن بشكل "منفصل ومتزامن"

ترامب وبايدن يُصعّدان المواجهة في بنسلفانيا وفلوريدا

02 : 00

استعاد ترامب صورة "المرشّح الدخيل" على "طبقة سياسيّة أنانيّة وفاسدة" (أ ف ب)

مع اقتراب تاريخ 3 تشرين الثاني تحتدم المواجهة الإنتخابيّة أكثر فأكثر لكسب "القلوب" و"النقاط" سعياً نحو "المكتب البيضوي"، إذ أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام حشد من أنصاره في بنسلفانيا الثلثاء أنّه يُحارب "ماركسيين ومجانين"، بينما اتهمه منافسه الديموقراطي جو بايدن في ولاية فلوريدا المتأرجحة، بأنّه عامل الأميركيين "كسلع قابلة للإستهلاك" خلال الأزمة الوبائيّة.

ولم يُوفّر ترامب أي "سلاح سياسي" في "ترسانته الهجوميّة" للإنقضاض على الديموقراطيين أو لإهانة الحالة العقليّة لبايدن. وأشار الرئيس الجمهوري إلى أن بايدن "كان يختنق مثل كلب" خلال المناظرة التلفزيونيّة، معتبراً أنّه "مستنفد عقليّاً" و"يُحرّكه الشيوعيّون". وأمام حشد ضخم صاخب من المناصرين في جونستاون أعلن الرئيس الجمهوري أن بايدن "يُسلّم زمام الأمور للإشتراكيين والماركسيين والمتطرّفين اليساريين"، مؤكداً أنّ منافسه "لا يستطيع مواجهة المجانين الذين يُديرون حزبه".

واستعاد ترامب صورة "المرشّح الدخيل" التي طوّرها لتحقيق فوزه المدوي العام 2016، معلناً أمام الحشد أنّه يُحارب "طبقة سياسيّة أنانيّة وفاسدة" في واشنطن. كما حذّر من فوز بايدن والديموقراطيين، قائلاً: "سينتهي الأمر كنسخة أكبر حجماً من فنزويلا إذا فازوا"، ورسم صورة مخيفة لبلد يمنح فيه الديموقراطيّون رعاية طبّية مجانيّة في المستشفيات "لأجانب غير شرعيين"، وفي الوقت عينه "يُدمّرون برنامج "ميديكير" والضمان الإجتماعي".

أمّا بخصوص فيروس "كورونا المستجدّ"، فقال الرئيس الجمهوري: "سوف نسحق الفيروس بسرعة كبيرة. هذا ما يحصل بالفعل"، مضيفاً: "قريباً سيكون الأمر رائعاً".

وذهب ترامب إلى حدّ اعتبار بايدن، البالغ 77 عامــاً، أضعف من أن يتولّى الرئاسة، إذ نشر تغريدة لصورة متلاعب بها لإظهار بايدن جالساً على كرسي متحرّك بين عدد من المسنين الجالسين على كراس متحرّكة في غرفة. وجاء في تعليق الصورة "بايدن رئيساً" وأُزيل حرف من كلمة رئيس بالإنكليزيّة (بريزيدنت) لتُصبح "نزيل" (ريزيدنت).

وكان ترامب قد توجّه إلى فلوريدا مساء الإثنين، في أوّل مهرجان انتخابي له منذ تعافيه من "كوفيد 19". وهذا الأسبوع، سيتوجّه إلى أيوا وكارولاينا الشماليّة، ثمّ يعود إلى فلوريدا وجورجيا. وقبل ساعات على حملة ترامب في بنسلفانيا، كان بايدن في فلوريدا يُخاطب تجمّعاً أصغر بكثير، مصوّباً على طريقة إدارة ترامب لأزمة الوباء.

وسعى المرشّح الديموقراطي إلى استمالة كبار السنّ، وقال في دار للمسنين في بيمبروك باينز بشمال ميامي إنّ ترامب "لم يصُبّ تركيزه يوماً عليكم"، مضيفاً: "طريقة إدارته للجائحة فوضويّة، مثلما هي حال ولايته الرئاسيّة". وتابع نائب الرئيس السابق الذي وضع كمامة واقية طوال خطابه: "أنتم قابلون للإستهلاك، أنتم قابلون للنسيان، أنتم لا أحد تقريباً. هكذا يراكم" ترامب.

توازياً، يُشارك الرئيس الأميركي في لقاء تلفزيوني اليوم من ميامي للإجابة على أسئلة الناخبين، وفق ما أفادت شبكة "أن بي سي نيوز" التي تُنظّم الحدث وتنقله، فارضاً مواجهة منفصلة ومتزامنة مع منافسه بايدن الذي سبق وأن أعلن عن لقاء تلفزيوني مشابه مع شبكة "آيه بي سي" من فيلادلفيا. وكان من المقرّر أن يتواجه المرشّحان في مناظرة ثانية مساء اليوم، والتي كانت معدّة أيضاً كلقاء في دار بلديّة يُجيب خلالها المرشّحان على أسئلة الناخبين، لكن إصابة ترامب بـ"الفيروس الصيني" أطاحت بها.

وأوضحت "أن بي سي نيوز" أنّها تلقّت بياناً من كبير خبراء الصحة والأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنطوني فاوتشي يؤكد فيه و"بدرجة عالية من الثقة" أن ترامب الآن لا يحمل أي "فيروس معدٍ". وسيتمّ احترام التباعد الإجتماعي بين ترامب والمقدّمة التي ستُدير البرنامج الذي سيُعقد في مكان مفتوح. كما سيرتدي الحاضرون أقنعة واقية، وفق الشبكة.

وفي الغضون، صوّت نحو 11 مليون ناخب أميركي عبر البريد أو بالاقتراع المبكر حتّى الآن، لكن مخاوف ترامب من التصويت عبر البريد عزّزتها عشرات الآلاف من بطاقات الإقتراع في ولايتَيْ أوهايو ونيويورك تحمل أسماء خاطئة لمرشّحين أو ناخبين، في وقت أُلقيت فيه بطاقات أخرى في سلّات المهملات وأُطلقـــت عشــــــرات الدعــاوى في القضاء. ولا يكف ترامب عن التحذير من أن إرسال بطاقات التصويت بالبريد سيؤدّي إلى عمليّات تزوير هائلة وتاريخيّة.

وأُرسلت أو طلبت حوالى 75 مليون بطـــاقة اقتــــراع بالمراســـلة حتّى الآن للإنتخابات الرئاسيّة، أي أكثر من ضعف عددها الذي بلغ 33 مليوناً العام 2016.

لكن المشكلات من التأخّر في طباعة وإرسال البطاقات إلى الأخطاء في الوجهات وشهادات كثيرين قالوا إنّهم تسلّموا أكثر من بطاقة واحدة، أثارت شكوكاً في النظام.


MISS 3